مع اقتراب الانتخابات في دولة الاحتلال تزداد المنافسات الحزبية ذات اللغة اليمينية المتطرفة. لغة الأحزاب تتخذ من حماس والفلسطينيين مادة تحريضية وهجومية. نتنياهو في نظر ليبرمان ضعيف أمام حماس، وفي نظر بينيت قد يصبح على خطف جندي أو هجوم مفاجئ؟! لا يوجد في أحزاب ( إسرائيل) من يقبل بحل الدولتين، أو حل الدولة الواحدة، وليس فيهم من يقبل بقرارات الشرعية الدولية.
المواقف الصهيونية المتنكرة للحقوق الفلسطينية، ليست مواقف انتخابية تتغير بعد الانتخابات، بل هي مواقف ثابتة وراسخة، وتتجه نحو التطرف والمغالاة. في دولة العدو يرون الدم الفلسطيني طريقا جيدا نحو الهيكل المزعوم، لذا فهم لن يتراجعوا عن العدوان وعن قتل الفلسطينيين حيثما كانوا.
النظام الدولي لا يراقب بشكل منصف لغة القتل والدم التي تطلقها الأحزاب الإسرائيلية نحو غزة، وحماس، ولا يهزّ وجدانه اللغة العنصرية التي تطلقها الأحزاب نفسها ضد الأحزاب العربية، والناخب العربي في دولة الاحتلال. مؤسسات حقوق الإنسان ترقب بدقة كل تصريح لحماس وغيرها، وتدبج ضدها المقالات اللازمة لردها للقانون الدولي، بينما لا ترقب لغة القتل والعدوان التي تطفح بها تصريحات الأحزاب الصهيونية.
المؤسف أن من النظام العربي من ينتظر الانتخابات الإسرائيلية لتطوير حركة التطبيع، ومنها من يقف خلف نتنياهو باعتباره صديقا معروفا، ومنهم من يتحدث بفخر عن الديمقراطية الصهيونية، بينما لا يلتفت أبدا لتهديدات الأحزاب الصهيونية لغزة، وللقدس. النظام العربي يقدم (إسرائيل) للشعوب العربية، ويقدم المجتمع الصهيوني للعالم الإسلامي، بصفتها الدولة الأكثر تحضرا، والأكثر مدنية.
إننا في غزة نرقب باهتمام كل تصريح صهيوني، ولا نرى فرقا بين يمين، ويمين متطرف، ويمين وسط، فكلهم يجتمعون على الدم الفلسطيني، وعلى حرمان الفلسطينيين من حقوقهم، حتى تلك التي أقرّ بها رابين في اتفاقية أوسلو. وفي الوقت نفسه ننظر بأسف لموقف النظامين الدولي والعربي، ونبحث عن آليات الخلاص والتغيير.