"كان غيرك أشطر؟!" . بهذه العبارة القصيرة يمكن الرد على تهديدات بيني غانتس الذي هدد حماس بقيادة أقوى حكومة أمنية إذا فاز في الانتخابات، وذلك حين علق على عملية الدهس في القدس، متهما نتنياهو بالضعف وأنه جلب (لإسرائيل) الرعب بضعفه أمام حماس؟!
الكلام كثير، (ومفيش ) عليه جمرك. وكل من قاد حكومات الاحتلال كانت لهم قبل الفوز لغة مثل لغة قيادة أزرق أبيض، وحين تولوا الحكم غابت السكرة وجاءتهم الفكرة، وقالوا ما لنا ولغزة، إن فيها قوما جبارين، وإنا لن ندخلها ما داموا فيها؟! ونحن نقول لغانتس إن فيها قوما مؤمنين يحبون الموت شهادة، كما تحبون الحياة. ولن تكون لكم يد على غزة، بعد أن عرفت غزة الجهاد في سبيل الله، وبعد أن عرف شباب غزة كيف تكون الطريق إلى القدس، وإلى الحرية.
نعم. يمكنكم كأحزاب صهيونية، يمينية ويسارية، ووسط بين ذلك، أن تتنافسوا، وأن يزايد بعضكم على بعض، طلبا للناخبين والمقاعد، ولكن لا يمكنكم اتخاذ غزة مطية للوصول إلى كرسي الحكم، ورئاسة الوزراء، فغزة ترفض الخضوع للمحتل، ولا تستسلم للعدوان، ويمكنها الرد بقوة على كل عمل أمني أو عسكري، دون النظر فيمن يشكل حكومة الاحتلال.
غزة تعلم أن الضفة محاصرة بالتنسيق الأمني، وتعلم أن فيها رجالا مجاهدين يقومون بأعمال فردية، لأنها الأعمال التي لا يضبطها التنسيق الأمني، وحماس تشجع هذه الأعمال، وترى فيها طريقا ذاتيا لبعث المقاومة في الضفة الغربية، بصفتها المكان الذي يحتدم فيه الصراع، وتتكالب عليه أطماع العدو.
نتنياهو ليس ضعيفا، ولكنه ربما كان فاشلا، فهو لا يملك أداة ناجحة لمواجهة غزة. وكان من قبله مثل رابين، وشامير، وشارون، وباراك قد فشلوا أيضا، لأن الله لم يجعل للباطل سبيلا على الحق، والحق أبلج، والباطل لجلج، وغزة التي توكلت على الله وحملت السلاح لن تدع حقها بغير مدافعة عنه، وإذا قدر الله وفاز غانتس برئاسة الحكومة القادمة، فإنه سيواجه الفشل نفسه الذي واجهه المذكورون آنفا.
غزة لن تترك حقها بيد نتنياهو أو غانتس، ولن تترك الضفة وحيدة نهبا للصوص، وإذا كانت عملية الدهس من عمل فردي، بغير أمر مباشر من حماس، فإن غزة يكفيها ضرب المثل والنموذج للآخرين لكي يتحركوا بالمنهج على طريق ذات الشوكة. شرف عظيم لغزة أن يهددها عدو الله وعدوها، وشرف لها أن تردّ عليه بما يبكيه ويخزيه. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.