دعا مختصان مقدسيان، إلى ضرورة تعزيز صمود المقدسيين والوقوف بجانبهم، مشيدين بدورهم في التصدي لاقتحامات الممستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي أول أيام عيد الأضحى المبارك.
وتصدى آلاف المقدسيين في أول أيام عيد الأضحى المبارك، لمحاولات مئات المستوطنين اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك، وإقامة طقوسهم التلمودية الخاصة بذكرى ما يسمى "خراب الهيكل".
وهاجمت قوات الاحتلال المصلين في المسجد الأقصى بعد صلاة عيد الأضحى، ما أسفر عن إصابة العشرات من المصلين، بالأعيرة المطاطية وقنابل الغاز والصوت.
وكانت الهيئة الإسلامية العليا، ومجلس الأوقاف، ودار الإفتاء في القدس المحتلة، قررت في بيان مشترك لهم، اقتصار صلاة عيد الأضحى في المسجد الأقصى المبارك فقط، وإغلاق جميع مساجد القدس.
وأفتت الهيئات الثلاث في البيان، بتأخير الأضحية في القدس حتى اليوم الثاني من أيام العيد والانشغال في اليوم الأول بالدفاع عن المسجد الأقصى في وجه الهجمة الصهيونية، ردًّا على القرار الإسرائيلي بمنع إقامة صلاة العيد في المسجد، وفتحه لاقتحامات المستوطنين.
وذكرت صحيفة "معاريف" العبرية، أن قوات الاحتلال سمحت لـ1729 مستوطنًا باقتحام الأقصى في أول أيام العيد، مشيرة إلى أن عدد المستوطنين المقتحمين فيما يسمى ذكرى "خراب الهيكل" زاد بنسبة 17% مقارنة بعددهم العام الماضي في المناسبة ذاتها.
وحدة الموقف
وأكد المختص في شؤون القدس، زياد الحموري، أن الاحتلال ومستوطنيه يسعون للتنغيص على المقدسيين في الأعياد والمناسبات الدينية بتكثيف الاقتحامات للمسجد الأقصى".
وأكد الحموري في حديث لـ"فلسطين"، أن المقدسيين نجحوا في صد اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى، بتوحدهم واستجابتهم لنداءات الهيئات الإسلامية بإغلاق جميع مساجد القدس وتأدية صلاة العيد في الأقصى.
وقال الحموري: "إن المقدسيين ورغم استخدام قوات الاحتلال للقوة المفرطة ضدهم لم يغادروا المسجد الأقصى بعد صلاة العيد، دون إفشال مخططاته ودعواته العنصرية".
وحذر من محاولات الاحتلال ومستوطنيه اقتحام المسجد الأقصى، بصورة دورية وخاصة في الأعياد والمناسبات الدينية، داعيًا لتعزيز صمود المقدسيين والوقوف بجانبهم في وجه الجرائم التي يتعرضون لها والهادفة لتفريغ المدينة المقدسة من سكانها الأصليين.
مخططات عنصرية
بدوره حذر رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي، من تكرار اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى في أول أيام عيد الأضحى من كل عام، داعيًا إلى مواصلة الرباط في الأقصى، والتحرك على كل الأصعدة لوقف جرائم الاحتلال بحق المقدسات الإسلامية.
وقال الهدمي لصحيفة "فلسطين": "إن المخططات الإسرائيلية التهويدية بحق المسجد الأقصى ستدفع بالمنطقة جميعها إلى حرب دينية، وستكون له عواقبه على مستقبل المنطقة بأسرها".
واعتبر أن توحد المقدسيين والدعوات للرباط بالقدس لصد اقتحام المستوطنين، كان له الأثر الطيب في إفشال مخططات الاحتلال، مشددًا على ضرورة استثمار هبات المقدسيين وتوجيهها خدمة للقدس والمسجد الأقصى.
وأضاف: "كلما زاد عدد المصلين داخل الباحات المقدسة تراجع الاحتلال ومستوطنوه عن الاقتحام رغم استخدامه قنابل الغاز والصوت والرصاص المطاطي والحي في تفريق المقدسيين وإخلاء القدس أمام اقتحام المستوطنين".
وحث الهدمي، على ضرورة استمرار الهبات الجماهيرية والرباط الدائم في القدس والمسجد الأقصى للتصدي لاقتحامات المستوطنين وإفشال مخططات الاحتلال العنصرية.