"الله أكبر الله أكبر الله أكبر.. لا اله إلا الله، الله أكبر الله أكبر.. ولله الحمد"، تلك التكبيرات خرجت من أفواه أهالي أسرى قطاع غزة، خلال اعتصامهم الأسبوعي أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالمدينة، ابتهاجًا بقدوم عيد الأضحى المبارك وقلوبهم تشتاق لفلذات أكبادهم المغيّبين قسرًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وننتظر الخمسينية آسيا أبو عاذرة (50 عامًا) بفارغ الصبر أن تنتهى معاناة نجليها دفاع وآدم أبو عاذرة، كي تنعم بفرحة العيد، كما تقول.
وتشير أبو عاذرة، لصحيفة "فلسطين" إلى أن أحزان أهالي الأسرى تتجدد في كل المناسبات والأعياد نظرًا لغياب أبنائهم، وصعوبة التواصل معهم بسبب القيود التي تضعها سلطات الاحتلال في طريق الأهالي والتي تحول دون اطلاعهم على أوضاعهم بشكل مستمر.
إهمال طبي
وتلفت أبو عاذرة، إلى أن الجرائم التي يتعرض لها الأسرى كاقتحام غرفهم والاعتداء عليهم ومواصلة سياسة الإهمال الطبي، تجعل من الأهالي في حالة غليان وخوف دائمين على مصير أبنائهم، داعية اللجنة الدولية للصليب الأحمر وكل المؤسسات الدولية والمعنية، إلى العمل على إنهاء معاناتهم وتوفير احتياجاتهم.
واعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الأسير دفاع أبو عاذرة، من بيته في بيت حانون شمال قطاع غزة، في 2 نيسان/ أبريل 2008، وحكمت بسجنه لمدة 28 عامًا، في حين اعتقلت شقيقه آدم في 26 يناير/ كانون الثاني 2019 بالقرب من حاجز بيت حانون.
ولا يختلف الحال عن أمال اللوح والدة الأسير حسين اللوح، التي تتشوق لرؤية نجلها المعتقل في سجن "نفحة" والذي يقضى حكمًا بالسجن مدى الحياة.
وتأمل اللوح، أن تنتهي معاناة جميع الأسرى وعائلاتهم خاصة أصحاب المحكوميات المرتفعة ويتم إبرام "صفة تبادل مشرفة" تنهي معاناة الأسرى وذويهم.
وتلفت إلى أن المقاومة هي وحدها القادرة على إنهاء معاناة الأسرى وما يتعرضون له من جرائم على يد إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي، وتحريرهم، مطالبة الكل الفلسطيني بالوقوف إلى جانب الأسرى ورفض الجرائم الممارسة بحقهم لحين إطلاق سراحهم.
واعتقلت سلطات الاحتلال الأسير حسين اللوح في 24 نيسان/ إبريل 2002، أثناء عودته إلى قطاع غزة، بعد انتهاء فترة مرافقته للرئيس الراحل ياسر عرفات في مقر المقاطعة برام الله، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
"منع أمني"
وتساقطت الدموع من عيني سميرة الحج أحمد والدة الأسير رائد الحج أحمد، خلال مشاركتها بالاعتصام الأسبوعي، لاسيما وأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل منعها من الزيارة منذ عامين ونصف العام.
وتأمل الحج أحمد، أن تنتهى معاناة الأسرى ويتم السماح لهم بالزيارة، مطالبة كل المؤسسات الدولية والمعنية للضغط على الاحتلال لإنهاء ملف "المنع الأمني" الذي يحرم الأهالي من رؤية أبنائهم، خاصة في الأعياد.
وتدعو الحج أحمد، السلطة في رام الله والفصائل الفلسطينية إلى الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أجل إنهاء معاناة أهالي الأسرى.
واعتقلت قوات الاحتلال الأسير الحاج أحمد، قرب حاجز بيت حانون (إيرز) شمال قطاع غزة، في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) 2004م، خلال محاولته تنفيذ عملية استشهادية، وحكم عليه بالسجن مدة 20 عامًا.
وأم الاعتصام الأسبوعي، أهالي الأسرى، وممثلون عن المؤسسات العاملة في شؤون الأسرى والقوى الوطنية والإسلامية وأسرى محررون، في حين وزعت دائرة العمل النسائي لحركة الجهاد الإسلامي الورود على أمهات وزوجات الأسرى بمناسبة اقتراب عيد الأضحى المبارك.
تزامن ذلك مع تنظيم حركة الجهاد الإسلامي ومؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى والجرحى وقفة دعم وإسناد مع الأسرى المضربين عن الطعام، أمام مقر الصليب الأحمر بغزة.
ورفع المشاركون في الوقفة صورًا للأسرى المضربين عن الطعام، ولافتات كتب عيلها: "لا للاعتقال الإداري، وكل الدعم والإسناد للمضربين عن الطعام.
وأكد الناطق باسم مؤسسة مهجة القدس طارق أبو شلوف، أن ثمانية أسرى مستمرون في إضرابهم المفتوح عن الطعام لحين الاستجابة لمطالبه بوقف اعتقالهم الإداري وتحديد موعد إطلاق سراحهم، وسط تدهور أوضاعهم الصحية بشكل كبير جدًا.
وبين أبو شلوف، في كلمة له، انضمام نحو 40 أسيرًا من الجبهة الشعبية أمس، للإضراب عن الطعام لدعم الأسرى الإداريين، وسبقهم قبل أيام إضراب نحو 15 أسيرًا، مؤكدًا أن إدارة سجون الاحتلال ستفشل رغم محاولاتها المستمرة لكسر إضراب الإداريين.