قائمة الموقع

"صور باهر".. أكبر تجمع في القدس يسعى الاحتلال لإزالته عن الخريطة

2019-08-05T09:58:54+03:00

في خطوة غير مُستبعدة، صب الاحتلال الإسرائيلي جام غضبه على أهل حي "واد الحمص" المقدسيين في بلدة صور باهر جنوب شرق القدس المحتلة، عبر آلياته وجرافاته بهدم مبانٍ ومنشآت سكنية تأوي بداخلها مواطنين آمنين، ضمن سياسة ممنهجة لتهجير سكانه.

ففي 22 يوليو/ تموز المنصرم، شرعت جرافات الاحتلال في هدم 16 بناية، تأوي عشرات العائلات المقدسية، في حي "واد الحمص"، وسط احتجاجات فلسطينية ودولية.

وتعد عملية الهدم هذه أوسع عملية هدم تنفذها سلطات الاحتلال في القدس المحتلة، بعد عملية هدم مماثلة نفذتها في قرية قلنديا شمالي المدينة المقدسة، قبل ثلاث سنوات.

وبحسب معطيات صدرت مؤخراً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "أوتشا"، فإن عمليات الهدم الإسرائيلية في بلدة صور باهر فاقت في هذا العام فقط ما هُدِم على مدى 10 سنوات ماضية مجتمعة.

رئيس لجنة أهالي حي "واد الحمص" حمادة حمادة، أكد أن الاحتلال هدم 16 منشأة وبناية سكنية ضمن المرحلة الأولى من قرارات الهدم الجماعية بحق المقدسيين في الحي والأحياء المجاورة له.

وأشار حمادة في حديثه لصحيفة "فلسطين"، إلى أن الاحتلال ينوي استكمال مراحل الهدم، "فهناك أكثر من 20 ملفًا تُتداول في أروقة محاكمه و"مكاتب مقرات الحاكم العسكري".

وبيّن أن هدف الاحتلال من هذا الفعل الاستيطاني هو تقويض أوضاع المقدسيين، لتهجيرهم قسراً أو التضييق عليهم، بغرض إيجاد بدائل للمكوث فيها مثل بيت لحم ورام الله بالضفة الغربية المحتلة، وإفساح المجال لمستوطنة "أبو غنيم" بالتوسع في منطقة "واد الحمص".

وبحسب حمادة، فإن الاحتلال يسعى أيضاً لعزل القدس عن محيطها الجغرافي وتواصلها مع باقي مدن الضفة.

وقال: إن الاحتلال بدأ هجمته على صور باهر؛ بسبب تزايد الكثافة العمرانية في تلك المنطقة خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة مقارنة مع باقي مناطق القدس، لافتاً إلى أن صور باهر أكبر تجمع سكاني في المنطقة وأن الاحتلال يسعى لإزالته عن الخريطة الجغرافية والديموغرافية.

وأضاف أن حكومة الاحتلال أطلقت يدها لتنفيذ خططها عبر محاكمها في تلك المنطقة، مدعومة بـ"صفقة القرن" الأمريكية، و"مؤتمر البحرين" وما صاحبه من تخاذل عربي وتآمر دولي على القضية الفلسطينية.

وانتقد حمادة الصمت العربي والدولي إزاء جرائم الاحتلال، مردفاً: "الجميع ينددون فقط عبر الإعلام دون تطبيق عملي على أرض الواقع أو إحداث ضغط سياسي على حكومة الاحتلال لوقف هدم بيوت المقدسيين وتهجيرهم".

وبيّن أن أهالي صور باهر يواجهون تلك السياسة من خلال تكاتفهم ووحدتهم ورفضهم التهجير، عبر رفع قضايا ضد الأوامر العسكرية الصادرة عن الاحتلال، وإعادة إعمار ما هدمته آلياته.

خطة ممنهجة

بدوره قال الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب، إن الاحتلال يتخذ إجراءات ضمن خطة ممنهجة في مدينة القدس ومحيطها، لتصفية وجود المقدسيين لمصلحة المستوطنين وفصلها عن باقي مدن الضفة.

وأوضح أبو دياب لـ"فلسطين"، أن الاحتلال يسعى لإبعاد الوجود الفلسطيني فيما تُسمى منطقة "الجدار"، بمنع التواصل السكاني والعمراني بين القدس والبلدات المحيطة بها، مشيراً إلى وجود مخططات إسرائيلية لإنشاء الكثير من المستوطنات في "المنطقة العازلة".

ورأى أن الاحتلال انتقل من مرحلة الهدم الفردي إلى الجماعي "ضمن خطة ممنهجة لتفريغ القدس من سكانها الأصليين؛ لتطبيق ما تُسمى بصفقة القرن"، وفق تقديره.

وبحسب أبو دياب، فإن تكثيف الاحتلال هدم بيوت المواطنين في "واد الحمص"، هو فقط لتفريغ السكان وإيجاد مساحات بين الأحياء الفلسطينية بين الحين والآخر في القدس، وتهيئة القدس لأن تكون "عاصمة الاحتلال الكبرى".

وبيّن أن ما تُسمى بمحكمة الاحتلال العسكرية أصدرت قراراً بهدم كل المنازل التي تبعد 500 متر عن جدار الفصل العنصري، وهو ما دفعهم لهدم حي "واد الحمص" القريب من الجدار.

وأشار إلى أن أهالي الحي يتصدون لجرائم الهدم من خلال الوحدة والحراك الشعبي، وإعادة بناء ما هدمه الاحتلال، منتقداً غياب الدور الرسمي في الوقوف إلى جانب المقدسيين.

وشدد على ضرورة استمرار الحراك الشعبي من أجل مواجهة خطر سياسة الهدم، تحسباً من انتقالها لأحياء أخرى.

وشهدت السنوات الماضية ارتفاعا ملحوظا في عدد عمليات الهدم الإسرائيلية للمنازل الفلسطينية في القدس بزعم "البناء غير المرخص".

واستناداً إلى تقرير "أوتشا" فإن سلطات الاحتلال هدمت 1179 مبنى في القدس في غضون السنوات الـ11 الماضية، ما أدى إلى تهجير 2102 فلسطيني.

ويُعد حي "واد الحمص" امتداداً لبلدة صور باهر، وتبلغ مساحة أراضيه نحو ثلاثة آلاف دونم ويقطنه 6 آلاف نسمة، وقد حرم جيش الاحتلال السكان فيه من البناء على نصف المساحة تقريبا؛ بزعم قرب أراضيه من الجدار العنصري الذي يفصل الحي عن عدة قرى تتبع محافظة بيت لحم.

اخبار ذات صلة