فلسطين أون لاين

الانفلات الأمني الأخير بمخيمات لبنان.. لمصلحة من؟

...
بيروت-غزة/ أحمد المصري:

تطفو على السطح علامات استفهام كبيرة متصلة بأسباب الانفلات الأمني الأخيرة التي جرت في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بلبنان، سيمّا أنه تزامن مع الحراك الأضخم والأوسع الذي ينفذه اللاجئون الفلسطينيون في الشارع رفضًا لازدياد حالة التغول الرسمية اللبنانية ضدهم التي مثلها أخيرًا وزير العمل كميل أبو سليمان.

وسادت حالة من الاشتباكات العنيفة أول من أمس مخيم عين الحلوة بمدينة صيدا جنوب لبنان، بين عناصر مسلحة من حركة فتح ومجموعات تابعة لبلال العرقوب، بعد اغتيال عناصر من الأخيرة في أحد شوارع المخيم الشاب حسين علاء الدين.

وبعد ساعات من الاشتباكات الحادة التي استخدمت فيها قذائف الأر بي جي، والرشاشات المتوسطة والخفيفة، والقنابل اليدوية، تمكنت فجر أمس حركة "فتح" من قتل "العرقوب"، ومن ثم سلّمت أبناءه لمخابرات الجيش اللبناني.

وأكد المختص في شأن المخيمات الفلسطينية بلبنان أحمد الحاج علي وجود "شُبهات كثيرة" حول الحادث الأمني الأخير بمخيم عين الحلوة، وربط بين الحادث وحالة الحراك الموجودة في المخيمات ضد قرار وزارة العمل اللبنانية.

وأشار علي لصحيفة "فلسطين" إلى أنَّ جميع الاستدلالات تسير باتجاه رغبة بعض الأطراف باشتعال المخيمات أمنيًا، وإتاحة الفرصة لتوقف الحراك الشعبي الفلسطيني ذاتيا، وتمرير قانون العمل دون أي عراقيل أو ضجيج بعد ذلك.

ولليوم الـ22 على التوالي يستمر الفلسطينيون في المخيمات اللبنانية بالتظاهر والاحتجاج على قرار وزير العمل اللبناني "أبو سليمان" الذي يعامل العامل الفلسطيني معاملة الأجنبي، وللمطالبة بإقرار الحقوق الفلسطينية في لبنان.

ووصف علي توقيت حادثة مخيم عين الحلوة بـ"المريب"، حيث يحاول الفلسطينيون توحيد صفوفهم، وقد جرت فعليًا مصالحات بين الأطراف والأحزاب والشخصيات، في ظل استشعار حجم الخطر الذي يمثله قرار "أبو سليمان" عليهم جميعًا.

وشدد على أنَّ حالة الحراك الفلسطيني الموحد والاحتجاج الواسعة في المخيمات، تمثل قوة ضغط كبيرة على المستويات اللبنانية الرسمية جميعها، رغم المشهد الظاهري بمضي "أبو سليمان" في قراره، وقد استدعى في خضم ذلك علو الصوت العنصري تجاه الفلسطينيين.

وذكر علي أن بعض الجهات والشخصيات اللبنانية تنظر لإمكانية نجاح اللاجئين الفلسطينيين عبر احتجاجهم في كسر أكثر من قرار، إجازة العمل اللبناني، كخطوة مرحلية، وكسر القيود المفروضة عليهم في ملفات الوظائف، والبناء، والسفر، وغيرها.

وأطلق وزير العمل اللبناني "أبو سليمان" حملة لمكافحة العمالة الأجنبية غير الشرعية في 10 يوليو/ تموز الماضي تتضمن إغلاق المحال التي تشغل عمالاً أجانب بشكل غير قانوني، وتنظيم محاضر ضبط للشركات التي تشغل العمال الأجانب دون إجازات عمل لهم، وقد عمّت المخيمات مسيرات حاشدة عقب استهداف القانون للاجئين.

وأشار رئيس لجنة اللاجئين السابق في المجلس الوطني الفلسطيني صلاح صلاح إلى أنَّ الفلسطينيين في المخيمات رغم معرفتهم أن الشخص قائد الحدث الأمني في مخيم عين الحلوة "العرقوب" بؤرة قديمة للتوترات الأمنية، فإنَّ توقيت فعلته الأخيرة، وجرأة اغتياله لشخص أمام الناس، وبعد انتهاء مسيرة حاشدة في المخيم ضد قرارات وزارة العمل اللبنانية، أمر وضع علامة استفهام كبيرة جدًا.

وقال صلاح لصحيفة "فلسطين": "رغم أنَّ هناك علامة استفهام على ما حدث، فإنَّ هناك إجابات تكاد تكون يقينية لدى الجميع بأن المراد به تعطيل الحراك والاحتجاج الفلسطيني وتخريبه، ومن قلب مخيم عين الحلوة تحديدًا، الذي يمثل أكبر المخيمات بما ينعكس على جميع المخيمات الأخرى لاحقا".

وكشف صلاح عما سمّاها جهودا تبذل من أطراف عدة لإحداث تناقضات بين القوى الفلسطينية، ومحاولات لتخويف قيادة الفصائل من مغبة اصطدام الحراك والاحتجاج مع الجيش اللبناني، بما يصل إلى وقف الاحتجاج.

وذكر أن عددًا من الوقائع وخلال أيام الاحتجاج السابقة أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك وجود "جهات" تسعى لتخريب هذا الاحتجاج على سلميته، غير أنَّ شعبنا وفصائله ما زالوا يصرون على المضي بهذا الحراك وصد أي محاولات لتخريبه.