دعا متحدثون خلال ندوة سياسية عقدت في العاصمة الأردنية، عمان، إلى وضع استراتيجية عربية تقوم على دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة المشروع الإسرائيلي التوسعي.
وأكد المتحدثون خلال الندوة التي نظمها مركز دراسات الشرق الأوسط، أول من أمس، على ضرورة الاستفادة من التحولات في المواقف الدولية، خاصة الموقف الروسي والأوروبي والصيني، في مواجهة السياسات الأمريكية المنحازة لدولة الاحتلال التي تخالف القوانين الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
وشددوا خلال الندوة التي حملت عنوان "السياسات والاستراتيجيات العربية في التعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي 2020 – 2030" على ضرورة بناء مشروع وطني فلسطيني على أساس التكامل بين مشروعي المقاومة والمفاوضات والبناء على وحدة الموقف في رفض "صفقة القرن".
وأكدوا أهمية التوافق بين التيارات السياسية العربية في مواجهة المشروع الإسرائيلي، وتحصين المجتمعات العربية ضد التطبيع، واستثمار المواقف الشعبية الإسلامية والدولية المتعاطفة مع القضية الفلسطينية، وإبقائها في صدارة الاهتمامات لدى الشعوب العربية في ظل صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بقضيته وحقوقه.
وشدد مدير المركز بيان العمري على أن العرب والفلسطينيين معنيون أكثر من أي وقت مضى في رسم تصورات ورؤى استراتيجية مباشرة في إدارة الصراع ومواجهة الاحتلال.
وأشار العمري إلى التحديات الصعبة أمام الشعب الفلسطيني، وفي المقابل زيادة مستوى التحديات أمام (إسرائيل) في سعيها نحو البقاء، ما يعني أن أي تحول إيجابي، عربيا وفلسطينيا، سيشكّل نقطة تحول مهمة في الصراع لصالح الشعب الفلسطيني والأُمة العربية.
وأضاف "شهدنا عدة مؤشرات ذات دلالة على أن (اسرائيل) واجهت أحداثاً أثرت عليها استراتيجياً، مثل حروب غزة ولبنان، وأحداث الربيع العربي، ومواجهات القدس والضفة، والفاعلية الفلسطينية في الصمود والمواجهة، وثبات بوصلة الشعوب العربية تجاه عدوهم الحقيقي والأخطر المتمثل بالاحتلال الإسرائيلي".
وناقش المتحدثون في الجلسة الأولى تقييم السياسات العربية في التعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي، وأدارها عبد الفتاح الرشدان أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية، وتحدث فيها كل من نظام بركات أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك، وإبراهيم أبو جابر أُستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح في نابلس.
ولفت المتحدثون إلى غياب المشروع العربي في مواجهة المشروع الإسرائيلي، وخطورة تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية لدى النظام العربي في ظل استمرار حالة الانقسام العربي، وتحولها من قضية صراع عربي إسرائيلي إلى قضية نزاع فلسطيني إسرائيلي.
وتطرقوا إلى بروز ملامح الضعف داخل (اسرائيل)" وأنها قابلة للهزيمة في ظل نجاح المقاومة الفلسطينية في غزة في إيجاد معادلة الرعب في مواجهة العدوان العسكري الإسرائيلي.
وناقشت الجلسة الثانية الاستراتيجية العربية في التعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي وتحدث فيها كل من: الخبير العسكري الفريق المتقاعد قاصد محمود، والباحث الفلسطيني معين الطاهر.
وقدم محمود تحليلاً استراتيجياً للبيئة الخارجية والداخلية للصراع، ناقش فيها نقاط القوة والضعف، كما قدم عناوين رئيسة في الاستراتيجية العربية والفلسطينية الشاملة والمطلوبة في مواجهة المشروع الاسرائيلي، وبناء حالة دعم للقضية الفلسطينية مع قوى دولية وإقليمية في وجه السياسات الأمريكية المنحازة للاحتلال.
وتناول الطاهر الشق الفلسطيني بشكل خاص، مؤكداً أهمية بناء المشروع الوطني الفلسطيني الذي يجمع الكل الفلسطيني، ويؤسس لاستراتيجية فلسطينية تحقق للشعب الفلسطيني حقوقه، وتقيم له دولته، وتعيد اللاجئين إلى ديارهم وأرضهم.