حين زعمت استخبارات العدو الصهيوني أن حماس طلبت من إيران تزويدها بمنصات صواريخ، وصواريخ كافية لتغطية كل المواقع في الأراضي المحتلة، وزعمت أيضا أن حماس وعدت إيران بإشعال جبهة الجنوب إذا تعرض حزب الله في الشمال لعدوان، لتخفيف الضغط عن الحزب؟!، قلنا إن (إسرائيل) تمهد للخروج لحرب في الشمال والجنوب بعيد الانتخابات القادمة، وربما قبلها إن ساءت الأحوال القائمة بشكل لا يحتمل تأخير الحرب.
وحين تمكن الاستشهادي هاني أبو صلاح من اجتياز الحدود في منطقة خان يونس والاشتباك مع قوة عسكرية وإصابة ثلاثة جنود قبل استشهاده، قلنا ربما تعجل هذه العملية بحرب قريبة على غزة، وربما تنسف التفاهمات الشفوية مع غزة.
وأمس الجمعة استخدم الاحتلال الذخيرة الحية ضد المتظاهرين السلميين على السياج الحدودي، حيث وقعت 49 إصابة نصفها بالرصاص الحي، عندها يجدر أن نقول إن تفاهمات التهدئة باتت على كفّ عفريت، حيث إنه من أهم بنودهاوقف العدو استخدام الرصاص الحي حتى وإن اقترب المتظاهرون من السياج. العودة إلى الرصاص الحي تحظى بتغطية من قيادة الجيش التي قالت إن الجيش قرر تغيير آليات عمله.
في المقابل فإن الغرفة المشتركة رفضت قرار العودة للرصاص الحي في التعامل مع المتظاهرين، وقررت أن تتخذ إجراءات ميدانية مقابلة، وهذا يعني دخول غزة مرحلة جديدة من الفعل ورد الفعل، مما يجعلنا أمام احتمالات حرب موسعة ربما تقع على غير توقع، خاصة حين يزعم الاحتلال أن حماس ربما تلجأ للحرب للخروج من أزمة الواقع، وأزمة التفاهمات، وهذا يعني أن (إسرائيل) تعمل على تبرير حرب محتملة بإلقاء تبعتها على غزة.
ومن المعلوم للجميع أن حماس والفصائل الأخرى لا تريد حربا، ولكنها تريد رفع الحصار، وإذا ما وقعت الحرب فإن الفصائل ستدافع عن غزة بقوة، وعندها سيدرك الاحتلال أن غزة عصية على الكسر، وأن الحرب ليست نزهة، ولا لعبة أطفال، غزة قاتلت خمسين يوما وما وهنت، وما رفعت الراية البيضاء، وأفشلت بأمر الله كل أهداف العدو من الحرب الأخيرة.
وفي الختام نقول إن كل ما قيل عن زيارة حماس لإيران في الإعلام العبري، وما قيل عن عملية أبو صلاح، وعن تغيير قواعد الجيش في التعامل مع المتظاهرين، ما هو إلا محاولات صهيونية مخادعة لإدامة الحصار، والتنصل من التفاهمات، وربما للإعداد لعدوان جديد على غزة.