قائمة الموقع

​مطالبات بكف يد الاحتلال الثقيلة عن آثار سبسطية

2019-07-31T11:11:25+03:00
صورة أرشيفية

طالب ناشط في مجال مناهضة الاستيطان، بحماية الآثار التاريخية الموجودة في بلدة سبسطية بالقرب من نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، مؤكدًا أنها تواجه خطر الاندثار بسبب انتهاكات قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين.

وأوضح الناشط خالد منصور أن الاحتلال يستند في ممارساته العدوانية تجاه سبسطية إلى مخرجات اتفاق "أوسلو" الذي أعطى الاحتلال صلاحية السيطرة على غالبية المناطق السياحية في الضفة الغربية.

وتقع بلدة سبسطية التاريخية الى الشمال من مدينة نابلس، ويعود تاريخها للحقب التاريخية القديمة، وتشتهر بالآثار الرومانية والتي تعود إلى زمن الامبراطور الروماني "هيريدوس".

والبلدة التي تحمل اسم أسقفية مسيحية، تنتشر فيها الآثار الرومانية في كل مكان، الأمر الذي جعل سلطات الاحتلال تحتفظ بالمنطقة الأثرية منها خلال مفاوضات التسوية ضمن ما يسمى بسيطرة "منطقة ج".

وشدد منصور في حديثه لصحيفة "فلسطين"، على أن تلك الآثار الرومانية لا ترتبط بأي شكل من الأشكال بالتاريخ اليهودي، مشيرا الى أن الاحتلال وعلى الرغم من ذلك يسعى بكل قوة لبسط سيطرته التامة عليها وعلى محيطها.

وذكر أن سبسطية تحوي عددًا من المواقع الأثرية أهمها المقبرة الرومانية، وما يعتقد أنه ضريح النبي يحيى ومسجده، وكاتدرائية يوحنا المعمدان، وقصر الكايد، إضافة إلى ساحة البازيليكا، والقصر الملكي، والبرج الهيلينستي، ومعبد أغسطس، والمسرح، وشارع الأعمدة، والملعب.

وبين أن منطقة الآثار تعود إلى العصر البرونزي (3200 قبل الميلاد)، حيث خضعت المدينة لحكم الآشوريين ثم الفارسيين ومن ثم الرومانيين، وحكمها الملك هيرود عام ثلاثين قبل الميلاد وتعود غالبية المباني الأثرية لحقبته، وهو من أطلق عليها اسم "سبسطي" أي "المبجلة".

وأوضح أن الآثار تعاني من ممارسات المستوطنين حيث يقومون بصورة مستمرة باقتحام تلك المنطقة وتخريب الآثار الموجودة وسرقة بعضها، منوها إلى أن تلك الممارسات تتم تحت سمع وبصر وحماية جنود الاحتلال.

وذكر أن الاحتلال قام بوضع سياج حول منطقة الآثار لمنع الفلسطيني من الوصول اليها، مشيرًا الى أن المواطنين في القرية أفشلوا مخططا احتلاليا لوضع بوابة لذلك السياج.

وبيَّن أن الاحتلال يستغل تلك المنطقة من أجل اقامة تجمعات استيطانية، حيث قام بشق طريق استيطاني التفافي حول بلدة سبسطية ويصل الى منطقة الاثار من أجل ضمان وصول المستوطنين الى المنطقة دون ان يتم اعتراضهم من المواطنين الفلسطينيين.

وأكد منصور أن وجود الاحتلال هو الخطر الأكبر على آثار سبسطية وكل الآثار التاريخية الموجودة على الأراضي الفلسطينية، مشددًا على أهمية استمرار الرفض الفلسطيني للتعاطي مع أي ترتيبات للاحتلال في تلك المنطقة.

ودعا إلى تصعيد المقاومة الشعبية في وجه انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه، مطالبًا في الوقت ذاته بتصعيد الأمر إلى المحافل الدولية ودعوة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" لأخذ دورها من أجل حماية تلك الآثار المهددة بالاندثار.

وكانت وزارة السياحة والآثار دعت المؤسسات الدولية للعمل على إلزام دولة الاحتلال بوقف تعدياتها على مواقع التراث الفلسطيني ووقف عرقلة الأعمال التي تجريها طواقم الوزارة.

وأدانت الوزارة، في بيان صحفي، أمس، ما تقوم به قوات الاحتلال في سبسطية، مؤكدة أن جميع هذه الأعمال مخالفة للقوانين والاتفاقيات الدولية.

وأشارت إلى أن قوات الاحتلال هددت بإيقاف مشروع تأهيل جزء من الموقع الأثري في سبسطية، وقامت بتخريب جزء من الأعمال التي نفذت في الموقع، بدعوى أن المشروع يعيق حركة المستوطنين في المكان ويؤثر على تواجدهم وتنقلهم بحرية.

وأوضحت أن مشروع تأهيل ساحة البيدر، هو مشروع حيوي من شأنه أن ينهض بالواقع السياحي، بالإضافة لكونه مشروعا تطويريا للموقع ويخدم المجتمع المحلي ولا يتعارض مع المعايير المحلية والدولية ذات العلاقة بالتراث الثقافي، وهو يقع في المنطقة المصنفة "ب" وقد وافق مكتب "اليونسكو" في رام الله على تنفيذه.

وأكدت الوزارة أن هذا العمل يأتي في إطار السياسة الإسرائيلية الممنهجة ضد الأراضي الفلسطينية واستباحتها من قبل المستوطنين، بالإضافة لتدمير التراث الوطني الفلسطيني والسيطرة عليه.

اخبار ذات صلة