فلسطين أون لاين

"هآرتس": مساعي ترامب لمنح الوصاية على الأقصى للسعودية لعب بالنار

...
الناصرة- فلسطين أون لاين:

وصفت صحيفة "هآرتس" العبرية مساع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتعديل الوصاية الأردنية على المقدسات الإسلامية في القدس المحتلة، بمثابة "لعب بالنار" وستكون له تداعيات كارثية على المنطقة.

وأوضحت الصحيفة في مقال للكاتب فيكتور كاتان، أمس، أن هناك اعتقادا لتغذيه خطة الرئيس الأميركي للتسوية في الشرق الأوسط بأن ترامب وصهره جاريد كوشنر، المستشار بالبيت الأبيض، يسعيان إلى منح الوصاية على المقدسات الإسلامية في القدس المحتلة للمملكة العربية السعودية.

وقالت إن الوضع القائم في القدس المحتلة منذ عشرات السنين الذي بموجبه تتولى الأردن الوصاية على المقدسات الإسلامية في المدينة يخدم مصالح مختلف الأطراف، وإن أي تغيير لهذا الوضع قد يفتح بابا من الصراع تصعب السيطرة عليه.

وكانت وسائل إعلام عبرية وعربية نشرت تقارير تفيد بنية ترامب منح رعاية مصالح المقدسات الإسلامية في القدس للسعودية بدل المملكة الأردنية الهاشمية، الأمر الذي أثار قلقا في الأوساط السياسية في عمان لم يفلح في تبديده تأكيد جيسون غرينبلات، مبعوث ترامب للشرق الأوسط، خلال حديثه عن تقديم حلول خلاقة في القدس المحتلة، وفقا للمقال.

ورجح كاتان أن تثير تلك الشائعات القلق في بعض الأوساط السياسية الغربية أيضا، "نظرا لسجل السعودية في دعم الإرهاب العابر للقارات"، وفقا للكاتب.

واعتبر أن أي اتفاق ثنائي بين كوشنر وولي العهد السعودي محمد بن سلمان حول منح السعودية حق الوصاية على المسجد الأقصى سيكون انتهاكا لبنود اتفاقية السلام الموقعة بين الأردن و(إسرائيل) والتفاهمات التي توصل إليها الطرفان مع السلطة الفلسطينية.

وتنبأ الكاتب الإسرائيلي بأن يقابل ذلك الاتفاق بالرفض من قبل مختلف الأطراف الفلسطينية، خاصة بعد قمة البحرين التي شاركت فيها السعودية بحماس منقطع النظير وقاطعها الفلسطينيون، مرجحا أن تضع الأطراف الفلسطينية خلافاتها مع عمان جانبا وتسعى لدعمها في هذه القضية.

وأشار إلى أطماع السعودية في الوصاية على المقدسات الإسلامية في القدس المحتلة قديمة وترتبط بوضع المملكة كخادمة للحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة ومسؤوليتها عن إدارة شؤون الحج.

وخلص الكاتب إلى أن إدارة ترامب التي اعتبرت أن الواقع أثبت أن توقعاتها بشأن ردة فعل الشارع العربي والإسلامي على نقل سفارتها إلى القدس مبالغ فيها، قد تفاجأ بحجم التداعيات الكبيرة التي قد يسفر عنها أي تغيير للوضع الراهن للمسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.