أكد الناشط المقدسي في مجال الاستيطان والدفاع عن المسجد الأقصى فخري أبو ذياب أن الاحتلال الإسرائيلي فرض على أهالي حي سلوان في القدس المحتلة هدم منازلهم بأيديهم بقرار من محاكمه، بهدف تفريغ بلدة سلوان وأحيائها من المقدسيين، ليتسنى للاحتلال تنفيذ مخططاته الاستيطانية والتهويدية، ومنح الحي الصبغة اليهودية بدلًا من الهوية الإسلامية.
وقال أبو ذياب لـ"فلسطين": "إن حي سلوان تبلغ مساحته 5640 دونمًا، وهو من أكبر أحياء المدينة المقدسة، ويقطن فيه حسب الإحصائية الإسرائيلية لنهاية عام 2016م نحو 55 ألف مقدسي"، مشيرًا إلى أن نحو 5000 منزل مهددة بالهدم، وهي تشكل 40% من مجموع منازل سلوان.
وبين أن هذا العدد الكبير من السكان مع المساحة الواسعة والقريبة من المسجد الأقصى يجعل الاحتلال في حالة من السعار والتخبط، مضيفًا: "فلا يمكن تنفيذ مشاريع استيطانية ضخمة وهذا العدد الكبير من المقدسيين يقطنون بالقرب من المسجد الأقصى في الجهة الجنوبية؛ فمشاريعهم الاستيطانية الضخمة فوق الأرض مرهونة بمستقبل سلوان وما فيها من سكان".
حرب صامتة
وتابع: "لذا لجأ الاحتلال إلى شن حرب صامتة على أحياء سلوان القريبة من المسجد الأقصى وتشكل الحامية الجنوبية له، بإصدار المحاكم أوامر الهدم الذاتي، التي تجبر المقدسي على هدم منزله ذاتيًّا خوفًا من تكاليف باهظة تفرضها المحكمة لهدم منزله تصل إلى مائة ألف شيكل غرامة مالية، وفرض الاعتقال أو الحبس المنزلي وغيرها من العقوبات".
ولفت أبو ذياب إلى أن الشعور النفسي يكون قاسيًا عندما يهدم المقدسي منزله بيديه وبمساعدة أفراد العائلة والجيران، فتلك انتكاسة لكل مقدسي، وليس لصاحب المنزل فقط، حسب وصفه، معقبًا: "وهذا ما ترمي إليه المحاكم الإسرائيلية هدم المنزل وهدم النفس بالإحباط والشعور بعدم الاستقرار، والرحيل بعيدًا عن سلوان والمسجد الأقصى، لكن المقدسي تجاوز هذه النكبات اليومية ومصمم على البقاء، ولو على أنقاض المنازل، ولن يسمح لمخططات الاحتلال الاستيطانية في المنطقة بأن تمر مر الكرام".
سيطرة على الأنفاق
وأشار أبو ذياب إلى قضية خطيرة متمثلة بمحاولة الاحتلال الاستفادة من الأنفاق المائية في سلوان، كون البلدة القديمة محاطة بسور القدس، وهي أعلى من منطقة سلوان، وتتجه الأنفاق المائية من سلوان باتجاه المسجد الأقصى والبلدة القديمة.
وبيّن أن الاحتلال يسيطر على هذه الأنفاق لعدة غايات استيطانية وتهويدية، من بينها إيهام العقلية الجماعية للمجموعات السياحية بأن "هذا الموقع هو أقدم مدينة يهودية لليهود، وهي مدينة داود"، ويستخدم المعادلات الكيمائية، حتى يحصل على آثار عمرها الزمني قديم جدًّا، ويثبت بالتزييف أن لليهود آثارًا.
وقال أبو ذياب: "من الناحية الأثرية والعلمية لم يعثر على أثر واحد حقيقي يدل على الوجود التاريخي لليهود، لذا كانت الهجمة على سلوان من تحت الأرض بالأنفاق، ومن فوق الأرض بهدم المنازل وبناء أحياء استيطانية ضخمة وضخ أعداد من المستوطنين إلى قلب سلوان".