قتل 14 شخصا على الأقل، الأحد 19-2-2017، بانفجار سيارة مفخخة قرب تقاطع مزدحم في العاصمة الصومالية مقديشو، بحسب ما أفاد مسؤولون وشهود.
وقال المسؤول الأمني المحلي محمد جيليبي "أحصينا نحو 14 قتيلا و30 جريحا (...) المنطقة هي تقاطع مزدحم وكان هناك عدد كبير من المدنيين لحظة وقوع الانفجار".
والانفجار هو أول هجوم كبير في العاصمة الصومالية منذ انتخاب الرئيس محمد عبدالله محمد (الملقب بفارماجو)، رغم انفجارات نجمت عن قذائف هاون تخللت عملية انتقال السلطة الأسبوع الماضي، وتبنتها حركة الشباب الإسلامية.
وقال مسؤول آخر يدعى ضاهر أحمد إن "حصيلة القتلى مرتفعة جدا، تم تأكيد مقتل أكثر من عشرة أشخاص وإصابة آخرين".
ولفت شهود إلى أن الانفجار استهدف تقاطعا في مقاطعة مادينا بجنوب مقديشو، حيث جنود ومدنيون وتجار.
وأوضح الشاهد سومايو معلم "كان هناك العديد من صغار التجار على جانب الطريق ومقاهي الشاي والمطاعم. وكان هناك أيضا أفراد من قوات الأمن والمتسوقين، وكان الانفجار ضخما بحيث قتل نحو 20 شخصا معظمهم من المدنيين".
ويؤكد الهجوم التحدي الذي يواجه الرئيس الجديد، الذي ورث إدارة تسيطر في شكل محدود على الأراضي الصومالية بسبب وجود حركة الشباب، إلا أنها مدعومة بشكل كبير من المجتمع الدولي.
"أحتاج إلى وقت"
ومن المقرر أن يتم تنصيب فراماجو الأربعاء المقبل، إلا أنه بدأ الأسبوع الحالي بممارسة مهماته رسميا خلال حفل تزامن مع سقوط سلسلة من قذائف الهاون قرب القصر الرئاسي، أسفرت عن مقتل طفلين.
ورغم طرد قوات الاتحاد الأفريقي (أميصوم) لهم من مقديشو عام 2011، لا يزال مقاتلو حركة الشباب يشنون هجمات دامية ويسيطرون على أجزاء واسعة من الريف.
وفي الأسبوع الذي سبق الانتخابات التي جرت في الثامن من شباط/فبراير، أسفر تفجير سيارتين مفخختين في فندق يرتاده سياسيون قرب البرلمان عن سقوط 28 قتيلا على الأقل.
وبدت المخاوف من أعمال العنف واضحة حين توجه النواب لانتخاب فارماجو في المطار الواقع ضمن مجمع "المنطقة الخضراء" الذي يسكنه دبلوماسيون وموظفون في منظمات انسانية وعسكريون.
وفارماجو، الذي أظهر توليه رئاسة الحكومة لفترة وجيزة بين العامين 2010 و2011 أنه زعيم حازم في إرساء الحكم والقضاء على الفساد، يحظى بشعبية كبيرة في البلاد.
لكن قيادة إحدى أكثر الدول فشلا في العالم، لن يكون مهمة سهلة.
وقال الرئيس في حفل التسلم "أنا في حاجة إلى أن يفهم الشعب الصومالي كم أن الحكومة في حاجة إلى دعمه. الحكومة تحتاج الى وقت كاف لتولي الأمور".
تشهد الصومال منذ نحو ثلاثة عقود حالة من الفوضى والعنف مع انتشار الميليشيات القبلية والعصابات الاجرامية. وتعود آخر انتخابات ديموقراطية فعلا إلى نحو خمسين عاما، أي في 1969.