قائمة الموقع

​لماذا استثنت "مركزية فتح" الأسير مروان البرغوثي؟

2017-02-19T07:28:39+02:00
صورة أرشيفية للأسير مروان البرغوثي

طرح استثناء اللجنة المركزية لحركة فتح، عضو لجنتها المركزية الأسير مروان البرغوثي، من أي مهام، تساؤلات عن أسباب ذلك، في الوقت الذي كان يتوقع فيه مراقبون أن يحل البرغوثي نائبا لرئيس الحركة محمود عباس.

وأسندت "مركزية فتح" في اجتماع لها مساء الأربعاء الماضي، المهام إلى أعضائها باستثناء البرغوثي، إذ اختارت عضو اللجنة محمود العالول نائبا لعباس في قيادة الحركة، فيما يشغل عضو اللجنة جبريل الرجوب منصب "أمين السر".

وتولى أعضاء آخرون في "مركزية فتح" مهاما مختلفة، منهم دلال سلامة لمفوضية الشؤون الاجتماعية، وجمال محيسن لمفوضية التعبئة والتنظيم، وناصر القدوة لمفوضية العلاقات الدولية، واسماعيل جبر مساعد للقائد العام للشؤون العسكرية والمحافظات، فيما تولى مفوضية ملف غزة عضو اللجنة أحمد حلس.

أما عضو اللجنة عزام الأحمد فأعيد اختياره لمفوضية العلاقات الوطنية، وعباس زكي لمفوضية العلاقات العربية، وصائب عريقات لملف المفاوضات، في حين أسند منصب مفوض الاقاليم الخارجية لسمير الرفاعي، وتولى محمد اشتية المفوضية المالية، وتوفيق الطيراوي مفوضاً للمنظمات الشعبية، بينما أبقت اللجنة على عضويها حسين الشيخ متفرغا كوزير للشؤون المدنية وصبري صيدم متفرغاً كوزير للتربية والتعليم.

واستحدثت مركزية "فتح"، مفوضية لمحكمة الحركة، أسندت مهامها لعضو اللجنة روحي فتوح، بالإضافة إلى مفوضية العلاقات مع المجتمع الاسرائيلي التي كانت من نصيب محمد المدني.

وتعقيبا على استثناء زوجها، أعربت فدوى البرغوثي عن أسفها، كون اللجنة المركزية لفتح "تصر على أن مروان غائب ولم يقدروا أن هذا سيسجل عليهم من أبناء شعبنا بأنهم انصاعوا لتهديدات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو"؛ على حد تعبيرها.

وجاء في منشور عبر صفحتها في موقع "فيسبوك": "مروان ليس غائبا بل حاضرا ويتربع في قلوب شعبنا الفلسطيني وحاضر في الصفوف الأمامية للنضال كما عهدناه في كل المراحل. مروان حاضر لتحقيق الوحدة الوطنية والحرية والكرامة والعودة وهو الذي بلور وثيقة الاسرى وحشد الدعم لها مع رفاقه القيادات في الاسر".

وأضافت البرغوثي أن زوجها "هو الذي وضع برنامجا نضاليا يرتكز على المقاومة الشاملة وهو الذي دافع ويدافع عن الديمقراطية وحقوق الانسان والمرآة. مروان داخل السجن قائد ومعلم وخارجه رمز وزعيم له مكانة وطنية وعربية ودولية فريدة ونحن استندنا على هذه المكانة لإطلاق اكبر حملة دولية نصرة لحرية الاسرى والشعب الفلسطيني".

وتابعت: "فتح تعي جيداً دور مروان ومكانته ولذلك في كل انتخابات وطنية ومحلية وجامعية تعلق صوره وترفع اسمه، كما تعي (اسرائيل) هذه المكانة ولذلك اعتقلته وهاجم نتنياهو انتخاب مروان لمركزية فتح بأعلى الأصوات".

وأكدت أن "شرعية مروان اتت من اخلاصه وتجسيده لنهج نضالي وهب عمره من اجله يؤمن بحتمية النصر وجاهز للتضحية من أجله ومروان لم يقبل بأي منصب لم يتم انتخابه له وشعبنا دائما قابل الوفاء بالوفاء من رئاسة مجلس الطلبة في بيرزيت الى المجلس الثوري والوطني والتشريعي واللجنة المركزية".

"أعلى شعبية"

وطالبت البرغوثي بإجراء "مراجعة جدية داخل حركة فتح"، مشيرة إلى أنه في حين أن حركة المقاومة الإسلامية حماس انتخبت الأسير المحرر يحيى السنوار رئيسا لمكتبها السياسي في قطاع غزة، وأن الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هو الأسير أحمد سعدات، "تصر اللجنة المركزية (لحركة فتح) وللأسف على أن مروان غائب".

وأوضحت أن "مروان ليس غائبا بل هو الاكثر حضورا يواجه الاحتلال كل يوم ويتقدم الصفوف وهو رجل الكلمة والفعل وعلى اللجنة المركزية (لفتح) ان تعمل على تكريس هذا الحضور والاستناد عليه لا العكس وذلك لتعزيز الحركة وبرنامجها النضالي ومكانتها وطنيا ودوليا ودفاعا عن اسرى الحرية واحتراما لهم ولتضحياتهم ولدورهم".

من جهته، اعتبر المفكر الفلسطيني عبد القادر ياسين، أن عباس يعلم أن الأسير البرغوثي "أعلى منه شعبية بما لا يقاس، وقد يخرج في أي صفقة تبادل أسرى ويطغى عليه ويتمكن من إزاحته، ناهيك عن أنه (عباس) لا يريد أن يزعج الإسرائيليين بهذا الموقف (إسناد منصب نائب رئيس الحركة للبرغوثي)"، مشيرا إلى أن البرغوثي انتخبت عضوا "بدون حقيبة" في مركزية فتح.

وقال ياسين لصحيفة "فلسطين": "إنه لا راد لإرادة عباس في اللجنة المركزية، ولا أحد يستطيع أن يقول له: لا".

وأعرب عن اعتقاده بأن حركة فتح تشهد تراجعا، قائلا إنها كانت "التنظيم القائد"، وبعد رحيل أبي جهاد في 1988، وأبي إياد في 1991 أصبحت "تنظيم القائد"، وبعد رحيل الرئيس ياسر عرفات أصبح وضعها صعبا للغاية، ووصف حركة فتح بأنها "فتحات ولم تعد فتح واحدة".

كما وصف ياسين المؤتمر العام السابع لفتح الذي انعقد في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بأنه "لمحمود عباس وليس لحركة فتح"، معتقدا أن من سقط من عضوية لجنتها المركزية ومن نجح "كان بتدبير من عباس" وفق رأيه.

وأعاد المؤتمر السابع، الذي جرى في ظل احتدام الخلاف بين عباس والقيادي المفصول من فتح محمد دحلان، إنتاج اللجنة المركزية السابقة ذاتها للحركة، المنبثقة عن المؤتمر العام السادس، مع تجديد خجول شمل خروجا ودخولا محدودا لبعض الأعضاء. وانضم إلى "المركزية" المنتخبة؛ الحاج إسماعيل، وصبري صيدم، وروحي فتوح، ودلال سلامة، وسمير الرفاعي، وأحمد حلس.

في المقابل، سألت صحيفة "فلسطين" عضو "مركزية فتح" جمال محيسن، عن سبب استثناء الأسير البرغوثي من أي مهام في الحركة، فأجاب بأن الأخير يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وتساءل محيسن، أنه في ظل وجود البرغوثي في سجون الاحتلال "كيف سيمارس دوره؟"، مشيرًا إلى أنه عند الإفراج عنه يأخذ دوره بالكامل.

وبيّن أنه مطلوب ممن يشغل موقع نائب القائد العام لحركة فتح، أن يمارس مهمته، لاسيما أن عباس دائم السفر والانشغال بالعملية السياسية ومواجهة مخططات الاحتلال، وفق قوله.

اخبار ذات صلة