لم يكن الوعد الذي قطعته "جمانة" ابنة الأسير علاء أبو جزر من مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، بأن تصبح طبيبة أسنان وعدًا في الهواء، فقد حققت ذلك بتفوقها، بعد الإعلان عن نتائج الثانوية العامة، وحصولها على معدل 93% بما يؤهلها للالتحاق بكلية طب الأسنان في إحدى الجامعات الفلسطينية.
فرحة جمانة لا تكاد تسعها وجدتها، التي ربتها بعد اعتقال والدها قبل 17 عاما حينما كانت رضيعة ابنة أربعة شهور ووفاة والدتها فيما بعد.
وقالت جمانة: "قبل خمس سنوات وحينما كنت أبلغ من العمر 12 عاما سمح الاحتلال لي بزيارة والدي في السجن بعدما كنت ممنوعة أمنيا وذلك لمدة نصف ساعة فقط فقال لي أبي: وهو خلف القضبان أمنيتي أن تصبحي طبيبة أسنان".
وأضافت لـ "قدس برس": "بقيت كلمات والدي أن أصبح طبيبة أسنان ترن في أذني وحرصت أن أحقق له حلمه، حيث اجتهدت في دراستي وتفوقت في الثانوية العامة وحصلت على معدل يؤهلني أن التحق بكلية طب الأسنان".
وأشارت جمانة إلى أن شعورها لا يوصف بهذا التفوق، مؤكدة أنها كانت تتمنى أن يكون والدها بجانبها يشاركها هذه الفرحة.
لكنها استدركت بالقول: "إن شاء المولى سيفرج عن أبي بعد خمسة شهور بعد أن يكون قد أمضى مدة محكوميته البالغة 18 سنة ليحضر دخولي للجامعة وليعلم أنني قد حققت له أمنيته لألتحق بكلية طب الأسنان".
أما الجدة والدة الأسير علاء وهي زوجة الشهيد شحادة أبو جزر ووالدة الشهيد أيمن، فشعورها لا يكاد يوصف كيف لا وهي التي ربت جمانة منذ اعتقال والدها ووفاة أمها واستشهاد جدها وعمها الذي رباها لعمر 8 سنوات.
وقالت أبو جزر: "شعوري بتفوق جمانة لا يمكن وصفه، ولا أستطيع أن أعبر عن فرحتي بنجاح جمانة".
وأضافت المُسنة التي أتمت عقدها الثامن: "أفتخر أنني ربيت جمانة وهي عمرها 4 شهور حيث بقيت في البيت أنا وجمانة فقط".
وتابعت: "الحمد للمولى أنا فخورة أنني حافظت على جمانة وربيتها تربية إسلامية وحفظت القرآن الكريم وتابعت معها حتى أتمت رسالتها بالتفوق في الثانوية العامة لتحقق أمنية والدها بأن تصبح طبية أسنان".
وأشارت الجدة إلى أن "جمانة" تعرفت على والدها عبر صوره ولم يسمح لها بالزيارة إلا بعدما أصبحت في عمر 12 عاما، حيث رأته لأول مرة، معربة عن أملها أن يطلق سراح ابنها ليشارك ابنته فرحتها.
واختتمت الجدة حديثها بالتأكيد أن "جمانة ليست بنت عائلة أبو جزر أو الأسير علاء هي ابنة فلسطين وفرحتها هي فرحة لكل الفلسطينيين وهدية لوالدها في سجنه ولكل الأـسرى في سجون الاحتلال".
ويقضي أبو جزر حكما بالسجن لمدة 18 عاما لمشاركته في مقاومة الاحتلال، حيث من المقرر أن تنتهي مدة محكوميته بعد خمسة شهور.