قرر اجتماع وزاري طارىء لمنظمة التعاون الإسلامي، الأربعاء، تشكيل وفد للتوجه إلى عواصم العالم المؤثرة، لمنع (إسرائيل) من ممارسة التطهير العرقي لتهويد مدينة القدس الفلسطينية المحتلة.جاء ذلك في بيان ختامي لاجتماع وزراء خارجية دول المنظمة (57 دولة) في مدينة جدة السعودية، والذي بحث الانتهاكات الإسرائيلية في القدس، بحسب الوكالة السعودية الرسمية للأنباء (واس).
واستنكر البيان "مواصلة (إسرائيل) تهويد مدينة القدس الشريف عن طريق السماح لبعض الجمعيات الصهيونية، إما عن طريق الخداع أو بوضع اليد، بالاستحواذ على العقارات في المدينة المقدسة".
وأدان "تصعيد سلطة الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها الاستعمارية في القدس الشريف، ومحاولاتها تغيير طابع ومركز المدينة القانوني وتركيبتها الديمغرافية (السكانية)، بما في ذلك محاولتها الأخيرة في تزييف الحقائق التاريخية وافتتاحها لما يسمى بـطريق الحجاج اليهود".
ويمتد ذلك الطريق من بركة سلوان حتى حائط البراق، أسفل منازل الفلسطينيين في بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى.
ودعا البيان الدول والمنظمات الدولية ومجلس الأمن الدولي إلى التدخل الفوري لمنع إسرائيل من سياسة التطهير العرقي، والتهجير القسري، ومواصلة هدم منازل الفلسطينيين، وتحديدًا في القدس، تحت حجج وذرائع عنصرية واهية.
وحذر من المساس بحرمة المسجد الأقصى، باعتباره قبلة المسلمين الأولى، وثالث الحرمين الشريفين، محملًا سلطة الاحتلال الإسرائيلي "مسؤولية وعواقب هذه الممارسات العنصرية والعدائية".
وقال البيان إن "الأمة الإسلامية والدول الأعضاء لن تقف مكتوفة الأيدي، ولن تقبل بأي إجراء عدائي يقوض من وضع مدينة القدس التاريخي كعاصمة لدولة فلسطين".
ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة منذ عام 1967، ولا ضمها إليها في 1980.
ودعا البيان إلى "بذل قصارى الجهود لحماية مدينة القدس، بما في ذلك وقف التعامل مع الشركات الدولية، التي يثبت تورطها في تنفيذ مشاريع لصالح النظام الاستعماري الإسرائيلي، ومقاطعة الدول التي قامت بافتتاح بعثات دبلوماسية في مدينة القدس الشريف، إلى حين تراجعها والتزامها بقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة".
وقرر المجتمعون "تشكيل وفد للتوجه إلى عواصم الدول المؤثرة، لنقل موقف المنظمة والدول الأعضاء تجاه القدس الشريف، والعمل على تشكيل قوة ضغط دولية على إسرائيل، لوقف انتهاكاتها وإجراءاتها الاستعمارية في القدس".
وتم تكليف "الأمين العام (يوسف العثيمين) بتوجيه رسائل إلى كل الجهات الدولية ذات الصلة، بما فيها مجلس الأمن الدولي والبرلمانات الدولية ورؤساء وبطاركة الكنائس في العالم، وبابا الفاتيكان (فرنسيس) ومجلس الكنائس العالمي، لإطلاعهم على خطورة الوضع في القدس الشريف، والطلب منهم سرعة التدخل"، حسب البيان. -