أفاد السكرتير السياسي لوزير الخارجية الماليزي د. نزري نوح، بأن نقاشًا يجري حاليًّا في أروقة الحكومة الماليزية من أجل افتتاح قنصلية ماليزية في قطاع غزة من أجل خدمة الماليزيين المقيمين فيها، ولتعزيز أواصر التعاون بين الشعبين الفلسطيني والماليزي.
جاء ذلك خلال كلمته التي ألقاها، أمس، في حفل افتتاح مركز Malaysia Hall Gaza في مدينة غزة، بحضور رئيس الوفد الماليزي القادم إلى القطاع برفقة قافلة أميال من الابتسامات السيد ساني عربي، ومدير فرع قطاع غزة في مؤسسة أحباء غزة ماليزيا محمد نادر النوري، ووكيل وزارة الخارجية في قطاع غزة المستشار محمود الدهون، وحشد من المتضامين الماليزيين والمسؤولين الحكوميين في غزة.
وشدد نوح على أن الحكومة الماليزية تولي اهتمامًا خاصًّا من أجل رعاية الأنشطة التي تخدم قطاع غزة الذي يمثل نموذجًا حيًّا للإرادة الصلبة والعزيمة التي لا يقتلها الاحتلال مهما بلغ عدوانه.
وذكر أن قطاع غزة يزخر بأكثر من مؤسسة ماليزية تعمل بكل طاقتها، موضحًا أن هذه الخدمة والرعاية هي تعبير عن مدى الاهتمام بوصية الشعب الماليزي وقيمته الحضارية والتاريخية تجاه البلدان الإسلامية التي تعاني الويلات الحروب.
ولفت إلى أن حفاوة الاستقبال التي وجها في غزة منذ أن وطئت قدماه أرض غزة "تعبر عن مدى حب الشعب الفلسطيني لماليزيا وامتنانه لها".
منبهًا إلى أنه نقل بعض الفيديوهات المصورة عن غزة إلى أصدقائه في ماليزيا وحول العالم والذين أبدوا تعاطفًا كبيرًا مع غزة.
نقلة نوعية
من جانبه، أكد المستشار محمود المدهون ان الحكومة في قطاع غزة مستعدة لبذل كل جهد ممكن ومستطاع من أجل تذليل العقبات أما العمل الخيري للمؤسسات الماليزية وغيرها سعيًا لخدمة قطاع غزة.
ولفت في كلمته إلى أن افتتاح المركز الماليزي بما فيه مركز الدراسات الإستراتيجية هو نقلة نوعية في العمل الخيري تجاه غزة "لتلبيته حاجة ملحة في قطاع غزة ويخدم شريحة مهمة هي الباحثين وطلبة العلم والمهتمين".
وأشار إلى أن ماليزيا تمثل نموذجًا ملهمًا في بناء الإنسان والحضارة عبر الرؤية التي نفذها باني نهضتها رئيس الوزراء الحالي مهاتير محمد، مؤكدًا أن محمد هو نموذج للسياسي الناجح والإداري المتميز الذي ينهض بشعبه ويصعد به إلى قمة المجد والحضارة.
بدوره أكد ساني عربي أن الوفد الماليزي الذي قدم إلى غزة بصحبة قافلة "أميال من الابتسامات" قد رأى وسمع قصص الصمود والبطولة التي تزخر بها البيوت الغزية، مشيرًا إلى أن الناس في قطاع غزة وإن كانوا يعانون من الاحتلال والحصار إلا أنهم مقبلون على الحياة ويرحبون بالضيوف ويكرمون وفادتهم.
ولفت إلى أن المركز الماليزي سيخدم قطاع غزة من خلال إنجاز البحوث والخطط الإستراتيجية على المستوى الحكومي، إضافة إلى تعزيز سبل التوعية بالقضية لفلسطينية لدى الشعب الماليزي وبقية شعوب العالم باستخدام أكثر من لغة.
من ناحيته، أكد نادر النوري أن الشعب الماليزي بمختلف أطيافه السياسية والثقافية والدينية يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني ويسانده في حقوقه المشروعة، معتبرا أن الشعوب العربية والإسلامية ما تزال متقاعسة عن دورها في الدفاع عن أرض فلسطين.
ولفت إلى أن ما تشهده غزة من تضحيات في مسيرات العودة وغيرها هي رد فعل طبيعي بعد تخلي العالم عنهم، ونجحت في تحقيق أهدافها في لفت نظر العالم إلى المعاناة التي يعيشونها يوما بيوم.
وفي نهاية الحفل قص الوفد الماليزي شريط افتتاح المركز وأجرى جولة في أروقته للضيوف والصحفيين لتعريفهم بأقسامه وأهدافه التي تتلخص في تعزيز التبادل الثقافي والعلمي بين فلسطين وماليزيات وتسهيل التعاون المشترك من أجل إنجاز المشاريع الإغاثية.