ِقال رئيس قافلة "أميال من الابتسامات" عصام يوسف: إنه يتطلع إلى تسيير قافلة كل أسبوع لمساندة قطاع غزة وكسر الحصار المفروض عليه، واصفا الحصار الإسرائيلي وأي عقوبات تفرضها السلطة على القطاع بأنها عمل غير إنساني ولا أخلاقي.
وأضاف يوسف في حديث مع صحيفة "فلسطين" خلال زيارته الأخيرة للقطاع على رأس قافلة أميال من الابتسامات 37: لعل القافلة المقبلة تكون قريبة، ونسعى جاهدين لذلك.
وأوضح أن بعض القوافل المقبلة ستكون رياضية وشبابية ونسائية وقانونية، وأن نقاشًا يجري مع بعض القانونيين لاستقدام محامين دوليين إلى قطاع غزة.
بيد أن القافلة المقبلة ستضم مؤسسات خيرية إنسانية وسيكون شعارها "مع الإنسان الفلسطيني"، وفق يوسف.
وعما ستركز عليه القافلة الـ38، بيّن أن قطاع الصحة لم يأخذ حقه بعد، وسيتم التركيز عليه إلى جانب أعمال إنسانية أخرى كدعم الجامعات والمسيرة التعليمية، مشددًا على أهمية دعم المستشفيات بما تحتاجه من أدوية.
وقال: نقدم للجامعات المساعدات اعتمادا على مدى احتياجها (...) السلطة في رام الله تفرض عقابا جماعيا على القطاع وحتى عقاب المؤسسات التعليمية بشكل كبير جدا".
وأشار إلى أهمية دعم قطاع المؤسسات الخيرية والإنسانية التي تعمل في مجالات مختلفة، مردفا: نجتهد كل مرة لنقدم ما يلزم وننسق مع الجهات المعنية، نريد إيجاد حالة تضامنية ووجدانية من خلال الوفود الزائرة، تحت شعار "نقل غزة إلى العالم ونقل العالم إلى غزة".
وأوضح يوسف أن الاحتلال هو "أس البلاء والداء"، لكنه لفت إلى أن اتفاق أوسلو حدّد وظائف السلطة التي انبثقت عنه وكبلها، وقد اعترفت منظمة التحرير بـ(إسرائيل) مقابل اعتراف الأخيرة بها وليس بدولة فلسطين.
ووصف العقوبات على القطاع بأنها غير أخلاقية وغير إنسانية وغير قانونية سواء من جانب الاحتلال أو السلطة.
تحديات كبيرة
ونبه إلى أن صعوبة التحديات الماثلة أمام القطاع الصحي والتعليمي في ظل الحصار، وأن بعض الطلبة لا يستطيعون الوصول إلى جامعاتهم بسبب عدم توفر المال.
وبيّن أن الحصار الإسرائيلي جعل 90% من المياه الجوفية غير قابلة للشرب، وفق تقديره، ذاكرا أن الأمم المتحدة سبق وأصدرت تقريرا يؤكد أن القطاع لن يكون "ملائما للعيش" بحلول 2020، ما لم تتخذ إجراءات عاجلة لتحسين إمدادات المياه والكهرباء وخدمات الصحة والتعليم.
وأردف يوسف: نريد أن نتحدّى معطيات مثل هذا التقرير بأن نجعل غزة قابلة للحياة إلى الأبد.
ورأى أن أحد أسباب الحصار المفروض على غزة هو الضعف العربي؛ لأن "أمريكا صاحبة العصا الغليظة، وتشكل ضغطا على الوضع العربي"، لافتا إلى "تقاربات عربية" رسمية مع (إسرائيل) قد تكون بضغوطات أمريكية وتهديد لبعض رؤساء الدول العربية "بالإزالة من الحكم".
وأوضح أن هناك "تدخلات غربية تهدد بأن كل من يقف إلى جانب فلسطين سيتعرض للعقاب"، متهما الأمم المتحدة بأنها "جزء من الحصار" بدلا من أن تقف ضده.
دعم الجرحى
وركزت القافلة الـ37، التي أطلق عليها اسم الشهيدة "رزان النجار"، على القطاع الصحي في ظل التحديات التي يفرضها الحصار، وأيضًا استهداف الاحتلال للفلسطينيين العزل المشاركين في فعاليات مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار السلمية، ما أسفر عن استشهاد وإصابة الآلاف منهم منذ انطلاق المسيرة في 30 مارس/آذار 2018.
وكانت النجار مسعفة ميدانية متطوعة، قد استشهدت في الأول من يونيو/حزيران 2018 الذي وافق 16 رمضان، بعد إصابتها برصاصة متفجرة أطلقها قناص إسرائيلي اخترقت صدرها وخرجت من ظهرها.
ولفت يوسف إلى أهمية دعم جرحى المسيرة، مبينا أن أعضاء القافلة التقوا بـ150 جريحا وقدمت لهم مساعدة مادية، وكراسي دفع يدوي وفرشات طبية وما شابه.
وأكد الوقوف إلى جانب هؤلاء الفلسطينيين الذين ضحوا وارتكب الاحتلال بحقهم جرائم بشعة، منبها إلى أنهم متظاهرون سلميون يستهدفهم الاحتلال بالقنص والأسلحة المحرمة.
وكشف يوسف عن متابعات قانونية خارج فلسطين لجرائم الاحتلال الإسرائيلي، قائلا: مؤسسات قانونية عدة تتابع بتعاقدات مع محامين دوليين مقاضاة قادة الاحتلال، وأحيانا كانت تصدر قرارات قضائية بحقهم، وبعضهم فر من بلدان وصل إليها خوفا من الملاحقة القضائية.
وشارك في قافلة أميال من الابتسامات التي وصلت القطاع في 10 من الشهر الجاري ومكثت فيه أياما عدة، والقوافل الأخرى، وفود من جنسيات مختلفة منها بريطانية وسويدية وكويتية وماليزية وأردنية؛ وفق يوسف.
العنوان الأبرز
وتضمن الوفد الطبي في القافلة الأخيرة أطباء من اختصاصات متعددة منهم جراحون أجروا عمليات جراحية بالتنسيق مع وزارة الصحة، في مجال زراعة الكلى.
وأشاد يوسف بمسيرة العودة التي تمكنت من تحقيق تخفيف الحصار، واصفا المسيرة بأنها "العنوان الأبرز" لكسر الحصار.
وأكد أن مسيرة العودة حق مشروع، وأن القوانين الدولية تكفل الحق في مقاومة الاحتلال بكل وسيلة ممكنة.
ولفت رئيس القافلة إلى أن الاحتلال يرتكب الجرائم والفظائع بحق الفلسطينيين، ويشهد على ذلك عدد الشهداء والجرحى لاسيما الذين بترت أطرافهم دون أن يرتكبوا ذنبا.
وقال يوسف: من حق الشعب الفلسطيني أن يقاوم هذا الاحتلال الذي يرفض حتى ما تعرف بـ"مبادرة السلام العربية" وما يسمى "حل الدولتين".
وشدد على أن مقاطعة الاحتلال ومقاضاته أمام المحافل الدولية جزء من المقاومة والحفاظ على الهوية الفلسطينية، مبينا أن الصراع مع الاحتلال "طويل الأمد".
وأوضح يوسف، اللاجئ الذي ينحدر من قرية برقة قضاء نابلس، أن الولايات المتحدة لن تنجح في تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين.
في السياق، أشاد يوسف بجهود جمهورية مصر العربية لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، كما أثنى على دور دولة قطر في إعادة إعمار القطاع ودعم الأسر الفقيرة.