قائمة الموقع

الشتاء يفاقم معاناة النازحين.. لا مساعدات إنسانية وإغاثية ملموسة في غزة المنكوبة

2025-12-07T13:01:00+02:00
الاحتلال يمنع دخول المساعدات الإنسانية الخاصة بفصل الشتاء
فلسطين أون لاين

للمرة الثالثة، يكون مصير خيمة الأرملة أماني الجاعوني الغرق بمياه الأمطار التي تنذر بفصل شتاء قاسٍ وماطر على أكثر من مليون إنسان داخل غزة يعيشون في خيام قماشية وبلاستيكية مهترئة.

تعيش أماني (36 عاما) النازحة من شمال القطاع إلى وسطه داخل خيمة قماشية محاطة بأقمشة بالية أيضا منذ نحو عام ونصف العام، كان زوجها قد شيدها سابقا.

لكن اليوم بعد غياب زوجها الذي قتل برصاص قناص إسرائيلي في أثناء انتظاره المساعدات الإنسانية خلال فترة المجاعة، لا تستطيع المعيلة لأربعة أطفال شراء خيمة جديدة أو مستلزمات إيواء وملابس لأطفالها تقيهم برد الشتاء.

تتساءل بقهر: "أين المساعدات الإنسانية والإغاثية؟ أنا امرأة أرملة ولا معيل لديّ!"، ليست وحدها تتساءل ذات السؤال بل إن ذلك أضحى حديث الشارع في غزة التي تعرضت لإبادة جماعية إسرائيلية أزيد على عامين.

ومنذ مارس/ آذار الماضي وحتى اللحظة، لم تستلم الأرملة سوى "حقيبة نظافة" من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" التي تقول إن لديها 6 آلاف شاحنة في الجانب الآخر للمعابر الحدودية مع غزة تعيق (إسرائيل) دخولها.

وقالت: "هذه الحقيبة تمنح للنساء والأرامل.. الأسر هنا تحتاج مساعدات إنسانية وإغاثية وغذائية وغيرهما .. نسمع عن دخول شاحنات المساعدات دون أن نراها فعليا" وذلك في إشارة لتواطئ مؤسسات أممية ودولية مع الحصار الإسرائيلي المشدد على القطاع.

وعبرت عن شكواها من نقص تلك المساعدات أو البطء في عملية تسليمها من قبل تلك المؤسسات، ونتيجة لذلك – إن وجدت تلك المستلزمات في الأسواق- يكون ثمنها باهظ جدا.

ويبلغ ثمن الشادر البلاستيكي لتغطية سقف الخيمة لحمايتها من الأمطار 130 شيقل (40 دولار)، كما يبلغ ثمن الغطاء الشتوي 200 شيقل (60 دولار) ونوهت هنا: "نعيش على نفقة أهل الخير والمحسنين.. منزلنا مدمر واحتياجات أسرتي كثيرة، الأطفال بحاجة للطعام والشراب ومستلزمات الشتاء والإيواء والملابس وهذا أمر لا أستطيع القيام به".

وعلى شاكلة الأرملة المذكورة، يعشن نحو 21 ألف امرأة فقدن أزواجهن في حرب الإبادة ويواجهن عبئا مضاعفا من الفقد والمسؤولية الأسرية.

وليست النساء في غزة وحدهن يواجهن قسوة الحياة التي تسببت بها الإبادة الإسرائيلية، إذ يشكو النازح صقر حسان (43 عاما) من غياب المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة رغم مضى 50 يوما على اتفاق وقف الحرب.

فقد النازح من بلدة المغراقة منزله كحال سكان جميع البلدة التي دمرها جيش الاحتلال بداية الحرب، لكنه يشكو حاليا من غياب خطة إغاثية عاجلة لعودة الحياة لبلدته أو لأصحاب المنازل المدمرة الأمر الذي يفاقم معاناة الغزيين.

قضى الأب لخمسة أطفال حياته خلال العامين 2024-2025 متنقلا بين مراكز الإيواء وخيام النازحين، وحاليا لا يجد سبيلا للحياة أو العودة لبلدته المدمرة، ويقول: "بعد عامين من الحرب، لا أستطيع شراء خيمة أو مستلزمات إيواء جديدة!".

وكان اتفاق وقف إطلاق نار وقع في العاصمة المصرية يناير/ كانون ثان 2025، شمل "البروتوكول الإنساني" إدخال 600 شاحنة يوميا إلى غزة، ودام وقتها 42 يوما وسرعان ما خرقته (إسرائيل) باستئناف الحرب.

ويضيف حسان: "لا مساعدات إنسانية ملحوظة في الهدنة الأولى ولا الهدنة الثانية"، متسائلا: أين دور الهيئات الأممية والمؤسسات الدولية في إغاثة سكان غزة؟.

وبينما تشكو تلك الهيئات والمؤسسات قيود إسرائيلية عسكرية على إدخال المساعدات، يرى حسان أن السكان هنا بحاجة عاجلة إلى كرفانات للإيواء وليس خيام أو شوادر بلاستكية تذوب مع حرارة الصيف وتغرف بفعل مياه الأمطار.

ووفقا للمكتب الإعلامي الحكومي فإن كمية ونوعية الشاحنات التي يسمح الاحتلال بدخولها إلى غزة تناقض "البروتوكول الإنساني" ولا تلبي إطلاقا الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية للسكان.

وأفاد بأن معظم الشاحنات الواردة إلى غزة مخصصة للقطاع التجاري، وتحمل مواد تكميلية غير ضرورية، في وقت يحتاج فيه السكان إلى مواد إغاثية أساسية بشكل عاجل ومتواصل.

في المقابل، لا تبدو مراكز الإيواء التابعة لوكالة "أونروا" أفضل حالا للنازحين داخلها، إذ يشكو فراس العالول (50 عاما) من انعدام البيئة الصحية أو الخصوصية العائلية.

ورغم ذلك، يحاول العالول البقاء داخل مركز "أونروا" مدمر جزئيا بفعل قصف إسرائيلي، لأجل العناية بوالدته المقعدة بدلا من الخيام وغرقها بمياه الأمطار.

وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، حذر من أن نقص الإمدادات الأساسية والدمار الواسع الذي طال البنية التحتية خلال عامين من الحرب يشكلان عائقا كبيرا أمام جهود توسيع الخدمات الصحية للسكان.

وإزاء ذلك، علق العالول: "هذا ليس حلا .. نريد خطة أممية إغاثية لجميع السكان وإنهاء حال النزوح القسرية".

ووثقت الأمم المتحدة نزوح ما لا يقل عن 1.9 مليون شخص أي نحو 90% من سكان غزة خلال الحرب، بعضهم اضطر للنزوح عشر مرات أو أكثر ويعيشون في خيام بالية دون أدنى مقومات للحياة.

ولأجل عملية إنقاذهم، شددت الأمم المتحدة أخيرا على ضرورة توفير المساعدات الإنسانية دون أي قيود إسرائيلية، ودعت إلى تمكين الشركاء من إيصال الإمدادات الخاصة بهم إلى القطاع.

وحذرت من أن 96% من سكان غزة يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، وقالت إن هناك حاجة ملحة لزيادة المساعدات للقطاع من أجل الوصول إلى المجوعين قبل فوات الأوان.

وبحسب مسؤولون في الأمم المتحدة فإن الأمطار والفيضانات والبرد القارس خلال الأيام الماضية زادت من تفاقم الوضع بالقطاع.

اخبار ذات صلة