أبعاد
حماس في زيارة لموسكو. هذه الزيارة ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة. وهي خطوة مهمة في باب العلاقات الدولية، ومن المعلوم أن هناك حصارا على حماس في باب العلاقات الدولية، تقوده (إسرائيل، وأميركا، والسلطة الفلسطينية، ) وربما بعض الأنظمة العربية. إنه بسبب هذا الحصار واسع النطاق يجدر أن ننظر إلى زيارة حماس لموسكو بأهمية خاصة، حتى لو لم تتناول ملف المصالحة الفلسطينية.
إن موسكو دولة مهمة في بنية المجتمع الدولي، وهي ندّ لأميركا، وحين تلتقي القيادة الروسية مع قيادة حماس، ففي ذلك رسالة جيدة للعالم تقول : إن حماس حركة تحرر وطني، وليست حركة إرهابية كما تزعم (إسرائيل وأميركا)، وأن اللقاء بقادتها مفيد جدا للعلاقات الدولية والاستقرار، وإن أميركا وأوروبا تخطئ حين لا تلتقي بحماس، وحين لا تستمع لها بشكل مباشر.
كما أن موسكو لها دور في استقرار المنطقة، ولا يمكن تجاوز الدور الروسي في العلاقات الدولية، فإنه لا يمكن تجاوز موقف حماس في منطقة الشرق الأوسط، وفي استقرار المنطقة، وإن حماس جزء من الحلّ، كما أنها جزء من المنطقة ومن الصراع فيها. إن من يبحث عن حلول متوازنة فعليه أن يستمع جيدا لحماس.
زيارة حماس لموسكو مهمة، لأنها ستتناول موضوعات ثنائية ذات أهمية للطرفين، وفيها تأكيد على فشل مؤتمر البحرين، وفشل صفقة القرن، وإن أميركا لا يجب أن تنفرد بالملف الفلسطيني، وإن السياسة الفلسطينية الماضية كانت خاطئة وفاشلة. نعم، توجد علاقة وثيقة بين موسكو وتل أبيب، ولكن موسكو لا تقبل تصنيف (إسرائيل وأميركا) لحماس، ووجود هذه العلاقة القديمة لا يمنع حماس من إقامة علاقات متوازنة مع دول كبرى تقيم علاقات مع (إسرائيل). إن سياسة ( أسود أبيض) لا تعد سياسة ناجحة أو مفيدة في العلاقات الدولية وتبادل المصالح. لذا يجدر بنا ألّا نقلل من قيمة هذه الزيارة للأسباب المذكورة آنفا، أو لمواقف تاريخية قديمة.