فلسطين أون لاين

​الاحتلال يُمعن في سياسة العقاب الجماعي بحق أهالي العيساوية

...
صورة أرشيفية
غزة– القدس المحتلة/ محمد الهمص:

"اقتحامات مستمرة ومضايقات ومخالفات بالجملة"، عقاب جماعي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق سكان قرية العيساوية شرق القدس المحتلة، بعد شرارة المواجهات التي اشتعلت بين الشبان وقوات الاحتلال المدججة، وأسفرت عن استشهاد الشاب محمد عبيد.

وتفرض سلطات الاحتلال لليوم السادس عشر على التوالي حصارا مشددا على بلدة العيسوية، والتضييق على أهلها، منذ استشهاد الشاب عبيد، (20 عاما)، مساء الخميس قبل الماضي.

سكان العيساوية يعانون من تحرير المخالفات التعسفية والتنكيلية بحقهم، وتوقيف لسياراتهم وتفتيشهم بشكل مستمر وفحص كل سيارة بشكل دقيق، يضاف إليها اقتحامات مستمرة وحملات مداهمات بحق أهالي القرية، كعقاب إثر المواجهات كما أخبرهم جنود الاحتلال.

عضو لجنة المتابعة في العيساوية محمد أبو الحمص يقول إن الهجمة الشرسة التي يشنها الاحتلال بحق أهالي العيساوية ليست وليدة المواجهات الأخيرة فقط رغم أنها الأشد والأعنف، بل إن التضييق مستمر منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة مزعومة لـ(إسرائيل)، ومحاولاته فرض سيطرته سياسيًا وعسكريًا على القرية والمناطق المحاذية للقدس.

وأكد أبو الحمص لصحيفة "فلسطين" أن ما يواجهه الأهالي في العيساوية الأكثر خناقًا منذ فترة طويلة هدفه دفع الجميع إلى مغادرة البلدة، والإضرار بالحياة اليومية للمواطنين، يقابله ثبات وصمود سكان العيساوية ومحاولات لرفع قضايا في المحاكم لرفع سطوة الاحتلال.

وبين أن الاحتلال يزعم بإجراءاته منع مخالفات كتبرير لحملته ضد سكان العيساوية، في ظل مساومة الضباط، المواطنين بتخفيف الإجراءات مقابل تسليم الشبان الذين يلقون الحجارة ويشاركون في المواجهات مبلغيهم بأن الحملة غايتها معاقبة السكان بشكل جماعي إن لم يقوموا بتسليمهم.

من جانبه، قال الخبير في الاستيطان في القدس راسم عبيدات إن استهداف العيساوية بشكل مستمر والتضييق عليها كونها في قلب الحدث ولقتل الروح النضالية والمقاومة بين أبنائها من خلال الاقتحامات والاعتقالات والتضييق عليهم.

وشدد عبيدات لـ"فلسطين" على أن وتيرة الممارسات بحق المقدسيين وأهالي العيساوية خاصة جاءت لتمرير رواية تلمودية من خلال السيطرة على الأرض بالمستوطنات وتحتها بالأنفاق، بعد أخذ الضوء الأخضر من الإدارة الأمريكية للسيطرة على مناطق القدس.

وتابع: "يعتمد الاحتلال على استراتيجيات تتمثل في التضييق على العيساوية وربط سلوان تاريخيًا بما يسمى "مدينة داود"، وترسيخ الهيكل بدلًا من المسجد الأقصى، وتصوير أن (إسرائيل) صاحبة السيادة الكاملة الآمرة الناهية في القدس".

ونوه إلى خطورة تمدد هذه الإجراءات خارج العيساوية ووصولها لمناطق وادي الحمص، والشيخ جراح وسلوان والبلدة القديمة، وما ينتج عنها من زيادة التواجد الإسرائيلي ومنع ومحاربة التواجد العربي.

وأكد عبيدات أن المقاومة هي الخيار الوحيد لإعادة الحق وإيقاف سطوة الاحتلال، وإعادة البوصلة، مطالبًا السلطة في رام الله والفصائل والهيئات الشعبية بدعم صمود أهالي القدس وتشكيل حراك شعبي يتناسب مع خطورة الحدث القائم.

كانت قد اندلعت مواجهات بين الشباب وقوات الاحتلال على مداخل القرية الأسبوع المنصرم اعتبرت الأعنف أدت لاستشهاد الشاب محمد عبيد وإصابة 95 آخرين، إضافة لاعتقال 30 شابًا، نتيجة لأحداث القمع والانتهاكات المتواصلة على أراضي البلدة وأهاليها ورفضًا لسياسة العقاب الجماعي التي تمارسها سلطات الاحتلال.