مع نشر تحقيقات العدو في أسباب فشل عملية (حدّ السيف الأمنية)، بحسب تسمية حماس، يتضح لنا كم يعتمد العدو على الاختراقات الأمنية العميقة لتحقيق النصر من خلال السيطرة والتحكم في شبكات الاتصالات الداخلية، والخاصة، لا في غزة فحسب، بل وفي الضفة، وفي البلاد العربية.
التحقيقات تتحدث عن نجاحات كبيرة للخلية الأمنية في مناطق عديدة من العالم، وتتحدث عن فشلها في غزة، وأن هذا الفشل يرجع أساسا إلى عدد من الأخطاء الذاتية ارتكبتها الخلية، وتؤكد التحقيقيات أن عملية إنقاذ الخلية بعد الفشل تعرضت لأخطار كبيرة، واستخدمت فيها طائرة مروحية قديمة، وهو ما يؤكد أن القيادة الصهيونية لم تكن متوقعة الفشل، لذا لم تكن خطة الإنقاذ جاهزة جيدًا.
إن فشل العملية، وفشل محاولة استعادة الثقة الأمنية من خلال محاولة اغتيالات ناعمة كما ذكرت بعض المصادر العبرية، قد أديا إلى استقالة عدد من الجهات الاستخبارية، وهذا يثبت أن محاولات الاختراق الأمني ستتواصل في غزة رغم الفشل، ما يجعل الحمل ثقيلا على حركة حماس وفصائل المقاومة.
إن ثقل المهام الأمنية يقتضي أن تعيد حماس تقييمها لعملية حدّ السيف، وأن تدرس العبر التي نشرها العدو، وأن تستخلص العبر المفيدة من العبر المنشورة، مع الأخذ بعين الحسبان أن العدو لم ينشر كل ما توصلت إليه التحقيقات، ولا بأس في تخمين المخبأ.
إن عملية حدّ السيف تثبت أن المعارك العسكرية الكبيرة لم تعد تعتمد على الأسلحة الثقيلة وعلى قوة النيران بقدر ما تعتمد على المعلومات الاستخبارية والسيطرة والتحكم بتصرفات العدو مسبقًا، ويجدر بحماس ألّا تتوانى في استخدام هذا الأسلوب في السيطرة على غلاف غزة، وعلى شبكة معلومات العدو من عملاء ومعلومات.