ابراهام منغستو يهودي إثيوبي من طائفة الفلاشا وقع في الأسر في يد حماس. مضت عدة سنوات على أسر منغستو دون أن تطالب حكومة نتنياهو به. هذا الإهمال المتعمد شيء طبيعي في مجتمع عنصري. مجتمع الاحتلال مجتمع مكون من خليط من جنسيات متباينة اللغة والتراث والأخلاق، ومن الطبيعي أن تسعى مكوناته للسيطرة على الدول بكل الطرق المشروعة كالانتخابات وغير المشروعة كالمؤامرات.
حين وقع شاليط في أسر المقاومة في ٢٠٠٦م ألحت حكومات العدو في طلب تحريره وأبدت استعدادًا متكررًا لإجراء عملية تبادل أسرى ولم تتوانَ في دفع الثمن المطلوب، لأن شاليط كان من دم فرنسي وجنسية فرنسية، في حين منغستو من دم إفريقي ومن جنسية إثيوبية ومن طائفة الفلاشا، وهي طائفة ملحقة باليهود ولا يعترف بيهوديتها بعض الحاخامات من ذوي النفوذ.
حين خرجت طائفة الفلاشا قبل أيام في مظاهرة صاخبة احتجاجًا على قتل شرطي أبيض فردًا من الطائفة دون وجه حق، ويومها هتفوا فلسطين حرة، خرج الإعلام الحكومي يزعم أن نتنياهو طلب من الوسطاء ومن حماس إطلاق سراح منغستو في محاولة لامتصاص غضب الفلاشا. حماس كذبت نتنياهو وقالت إنها لم تتلقَّ أي طلب بهذا الصدد منذ أسر منغستو؟!
إن الطريق لمنغستو هي عينها الطريق إلى شاليط وهي عينها الطريق إلى شاؤول وجولدن وليس عند حماس تمييز. كلهم يهود. وكلهم في الأسر. ولا فرق بين أبيض وأسود. ولا بين دم فرنسي ودم إثيوبي. حماس جاهزة لمبادلة منغستو تأييدًا للمتظاهرين الذين هتفوا لفلسطين. ولكن عنصرية الدولة تمنع ذلك.
حماس لا تراهن على مظاهرات الفلاشا لتمزيق مجتمع إسرائيل الممزق أصلًا بالعنصرية والصراعات المادية والحزبية. بل هي ترصد ظواهر هذا المجتمع الذي وصفه أحدهم ببيت العنكبوت. ومن حق حماس أن تبدي بعض التفهم لمشاعر هذه الطائفة المحرومة المخدوعة.
نحن نقول للطائفة منغستو بخير. ويعامل معاملة حسنة بحسب قواعد الإسلام. وتنقصه الحرية وهي بيدكم وبيد حكومتكم، لأن لنا أسرى فلسطينيين عند حكومتكم العنصرية. نؤيد احتجاجاتكم ونؤيد إطلاق سراح منغستو.