حين تتابع الأخبار ومستجدات الأحداث تجد أخلاطا منها تثير اهتمامك، وتودّ أن تكتب فيها جميعا، غير أن الكتابات المقالية القصيرة لا تستوعب أكثر من خبر أو فكرة واحدة، تحاول أن تنقلها بتحليل ميسر إلى ذهن السامع ليسهل الفهم، وهنا تفوتك الأخبار الأخرى، ومن ثمة تفوت الفائدة القارئ، لتأتي في اليوم التالي مستجدات تستحق المتابعة، وتجعل من الماضي رديما.
اليوم قررت أن أجرب الأخلاط، فأقول:
إن يهود باراك شكل حزبا إسرائيليا جديدا باسم (إسرائيل الديمقراطية) لينافس في انتخابات سبتمبر، وهو حزب ربما يحصل على (٦-١٠) مقاعد، وبينما رحب حزب العمل بالائتلاف مع حزب باراك، ووضع باراك على رأس القائمة، رفض باراك فكرة الائتلاف مع نتنياهو، وبينما هذه هي الحالة الحزبية التي تعكس الطبيعة اليهودية القائلة تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى، نرى أن مواقع فلسطينية إلكترونية تتناسى جرائم باراك ضد شعبنا، وتضع له إعلانا على صفحتها؟! ولعمري إن هذا عمل غير مسئول، حتى وإن كان الإعلان مدفوع الأجر؟!
نحن نهتم بالخبر الإسرائيلي لا حبا بالخبر، بل لنرى انعكاساته علينا، ولنتجنب تداعياته السلبية، فإلى جانب خبر باراك هناك عرض صحفي لنتائج التحقيقات الإسرائيلية في أسباب فشل عملية خان يونس الاستخبارية قبل أشهر معدودة، وما قيل فيه اعتراف بالخسارة الكبيرة التي منيت بها وحدات الأمن الإسرائيلي، ومن نتائج الفشل استقالة عدد من قادة هذه الوحدات تحت طائل المسئولية المادية والمعنوية، وفيها إقرار بجهود القسام، ويقظة رجاله، وأن ضريبة الفشل كانت عالية، ولم تكن متوقعة. وهنا نقول: ويمكرون، ويمكر الله، والله خير الماكرين. هذا وقد استخلص القسام العبر اللازمة، وطبق نتائج الخلاصات على الأرض منذ فترة.
ومن أخلاط اليوم إقرار كوشنر بفشل مؤتمر البحرين في شقه الاقتصادي في تسويق صفقة القرن، بسبب الموقف الفلسطيني الرافض له، وهنا نؤكد أهمية تخليص القضية من اليد العربية التي أبدت خذلانا غير مسبوق، وضرورة إحكام اليد الفلسطينية على القضية بالتعاون مع الأحرار، مع ضرورة تجميع الصف الفلسطيني في القضايا القومية، حتى وإن استمر الانقسام.
فلسطين أكبر من الانقسام، وعلى عتبة القضية يجب تحطيم كل الشماعات المنصوبة لحمل الأعذار، وآثامها. في كل خليط من هذه الأخلاط عبرة ودرس، يجدر الإفادة منه، في مواجهة ظاهرة التدفق الإعلامي اليومي في ضوء وسائل الإعلام الجديد.