وسائل تكاد تكون بدائية سخرها الشبان المقدسيون من أجل الثورة على الظلم الإسرائيلي، فهم لا يملكون سلاحاً فعلياً ولا دعماً معنوياً، سوى بعض الشعارات الرنانة التي التصقت بآذانهم منذ سنوات ولم يروا لها انعكاسًا على أرض الواقع.
وفي أي هبّة شعبية يستخدم المقدسيون الألعاب النارية والمفرقعات في مواجهة أسلحة جنود الاحتلال المتطورة التي يُدَججون بها ويطلقونها صوب شعب أعزل دون اكتراث لمكان وقوعها، في حين تشكل تلك الوسائل البسيطة خطراً نفسياً على الجنود وترسم لهم رعباً في كل مرة.
ويقول الشاب علي محيسن من مخيم شعفاط شرق القدس المحتلة إن المواجهات على حاجز المخيم باتت تتميز بوجود الألعاب النارية وإطلاقها على الجنود المتمركزين على الحاجز.
ويوضح لـ"فلسطين" أن الشبان باتوا يستخدمون هذه الوسائل لإخافة جنود الاحتلال وإبعادهم عن ساحة المواجهات ومنعهم من التقدم أكثر داخل المخيم، حيث في كل مرة تتلون سماء المخيم بالمفرقعات وأصواتها التي تشكل رعبا للجنود.
وتعد المفرقعات والألعاب النارية وسيلة ناجعة في المواجهات أكثر من الحجارة ذات المدى المحدود التي ترهق الشبان ولا تكاد تصل إلى مكان وجود الجنود إلا في الأماكن المغلقة والضيقة.
تهمة وعقوبات
ولكن استخدام هذه الوسائل رغم بساطتها يعده الاحتلال تهمة يعاقب عليها، حيث يزعم أنها تسبب الضرر للجنود وأنها استهداف لهم وتحمل النوايا لإيذائهم، أما المقدسيون فيرون أنها سلاح وحيد لإبعاد خطر الاحتلال المحدق ببلداتهم وقراهم.
وتشن قوات الاحتلال حملات اعتقال واسعة وعشوائية بحق الشبان والفتية بعد مراجعة آلات التصوير ومراقبة تحركات المشاركين في المواجهات، ثم يتم عرضهم على المحاكم وتوجيه لوائح اتهام بحقهم.
ويقول رئيس لجنة أهالي أسرى القدس أمجد أبو عصب، إن محاكم ومخابرات الاحتلال باتت تشن حربا على المفرقعات والألعاب النارية في المدينة وتوقع عقوبات سجن قاسية بحق مستخدميها.
ويشير لـ"فلسطين"، إلى أن محاكم الاحتلال كانت تأخذ بعين الاعتبار أعمار المعتقلين الذين توجه لهم هذه التهمة، مبينا أنه إذا كان المعتقل يزيد عمره على ١٨ عاما فإن الحكم يكون بحقه من تسعة أشهر إلى عام كامل، ولكن حتى لو كان المعتقل قاصرا فلا يمكن أن تكون فترة الحكم أقل من ستة أشهر.
ويضيف: "يدرس الاحتلال زوايا الموضوع من حيث تأثير المفرقعات أو كميتها المستخدمة ويرفع الحكم وفقا لهذه المعطيات، وفي هذه الأيام يشن الاحتلال حربا على الشبان تحت حجة استخدام الألعاب النارية".
ويسعى الاحتلال في كل مرة يعتقل فيها شبانا مقدسيين -تحت أي حجة كانت- إلى تحويل عملية الاعتقال إلى ذكرى سيئة لديهم، فيعتدي عليهم بالضرب، وينكّل بهم ويُحدث جروحًا غائرة في أجسادهم يستدعي بعضها النقل إلى المستشفى، ولكن محاكم الاحتلال التي تدّعي الشفافية والنزاهة لا تأخذ هذا الاعتداء بعين الاعتبار ولا تلقي له بالا في جلساتها الجائرة بحق شبان وفتية يحلمون فقط بوطن حر خالٍ من الانتهاكات.