شارك عشرات آلاف المواطنين، أمس، في فعاليات الجمعة الـ65 لمسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار، التي حملت شعار "بوحدتنا تسقط المؤامرة".
وجاءت مشاركة المواطنين في قطاع غزة، استجابة لدعوة الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار إلى أوسع مشاركة والحشد الكبير في فعاليات هذه الجمعة التي أطلقت عليها "بوحدتنا تسقط المؤامرة".
وانطلق المشاركون من الميادين العامة عبر وسائل النقل المختلفة (حافلات، مركبات، دراجات نارية، عربات الحيوانات) للوصول إلى مخيمات العودة الخمسة المنتشرة شرق محافظات القطاع الخمسة.
أحمد جوراني (28 عاما) الذي وصل إلى مخيم العودة شرق خان يونس قادما من حي الأمل أقصى غرب المدينة، يؤكد أنه يداوم على المشاركة في مسيرات العودة منذ انطلاقتها في مارس 2018، ولم يتخلف عن جميع الجمع التي دعت لها الهيئة الوطنية.
ويقول جوراني لصحيفة "فلسطين": "مع أذان العصر نصلي في المسجد القريب من بيتنا برفقة أخي وأصدقائنا في الحي الذي نسكن به وننطلق إلى مخيم العودة في خزاعة عبر حافلات أو عن طريق المواصلات على حسابنا الخاص".
ويضيف جوراني: "أصبحت المشاركة في مسيرات العودة شيئا مهما يجب علينا القيام به، ونشعر أنها مسؤولية وطنية ونحن ملزومون بإتمامها والقيام بواجبنا، إذ نشعر بالفخر عند المشاركة ورؤية شيء من بلادنا المحتلة".
وليس ببعيد عن جوراني، تقف الستينية أم أحمد الهسي برفقة أبنائها داخل مخيم العودة، وتتابع باهتمام للعديد من الفعاليات بداخله، وأبرزها سكتش مسرحي أقامته الهيئة العليا لمسيرات العودة، يتحدث عن الوحدة الوطنية، وحق العودة.
تقول الهسي لصحيفة "فلسطين": "الجميع يريد بيع فلسطين بالأموال، والكل يتحدث عن ذلك، ولكن لا أحد يستطيع الحصول على ذرة تراب من بلادنا، لأننا كل جمعة نأتي هنا ونعبر عن رفضنا البيع أو التنازل، ونقاوم اليهود".
وتضيف الهسي: "أقوى طريقة لمواجهة الاحتلال وإسقاط أي محاولات للنيل من الأرض، هي الوحدة الوطنية، يجب على حماس وفتح أن يضعوا أيديهم ببعض، وينهوا الخلاف .. الوحدة قوة أمام العالم وأمام المحتل".
وفي السياق، أكد عماد اسليم عضو الهيئة الوطنية لمسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار، أن المشاركة الشعبية الواسعة في جمعة "بوحدتنا تسقط المؤامرة"، تعطي رسالة واضحة لمن راهن على فشل المسيرات وإمكانية توقفها.
وقال اسليم: "الشعب الفلسطيني أثبت قدرته على إسقاط المؤامرة، وخاصة مؤتمر البحرين في العاصمة العربية المنامة، الذي شارك به حكومات ومسؤولون وليس شعوباً، فالشعب البحريني لا يزال حتى الآن يعارض المؤتمر، وهناك فرق بين ما تقره الحكومات، والقناعات التي تحملها الشعوب".
وأوضح أن الخيار الوحيد لمواجهة تلك المؤامرات هو الوحدة الوطنية التي تعد خيارا استراتيجيا، وهي كانت موجودة في فعاليات الهيئة العليا لمسيرات العودة.