من نعم الله (عز وجل) العظيمة التي منحها الله (سبحانه) لعباده يستحب أن تكون في ذاكرة المؤمن ويرددها كثيرًا لتلتصق بذهنه.
وتتميز هذه النعم بصفات مشتركة للتقرب إلى الله (تعالى) لتؤتي ثمارها، ورضا الله ورضوانه، ثمَّ إلى جنات الخلد، ومنها:
سهولة الحمل، وسهولة العمل، ملازمة لصاحبها أينما حل وارتحل، سرعة الإجابة، والجاهزية والاستعداد لأداء في حينه إذا دخل وقته، نعمة من نعم الله المجانية، لا غنى عن ثمارها وأجرها وثوابها، نور يضيء الطريق إلى الجنة والسرور، تريح القلب وتطمئن النفس، لا غنى عنها للعبد الصالح الحريص على طاعة الله (عز وجل)، نور للمؤمن، نجاة من مكائد الشيطان وأعوانه، الاستعداد ليوم الرحيل، التذكير من النسيان، تثبيت المعلومة.
وإن من نعم الله (عز وجل) التي لا تحصى لعباده، خاصة منها، نعمًا تلازم الشخص كظله ولا تفارقه أبدًا، مهما كانت الظروف والأحوال في حله وترحاله، وكيف يشاء، ليتجنب الشر المتوقع والمحتمل في حالة عدم استعمالها ولتؤتي أكلها ويجني ثمارها، ليتقرب بها إلى الله (عز وجل)، فتكون له ذخرًا يوم القيامة لينال الدرجة العالية العظيمة عند الله (عز وجل) في جنات الخلد، كما خص نعمًا أخرى، ولكن دون ملازمتها لصاحبها، وإنما تحتاج إلى أعضاء الجسم لتتحقق الفائدة منها على المستوى المطلوب.
يمكن توضيح ذلك من جهة الاختصاص على الشكل التالي:
أولًا: ما يختص بالقلب؛ وهي ملازمة للشخص:
- تقوى الله (عز وجل): مخافة الله، وهي العين للمؤمن للفوز بالجنة، والنجاة من النار يوم الحساب.
- التوكل على الله حق التوكل: يغنيه الله من حيث لا يحتسب.
- الرضا بما قسم الله: دليل على قوة إيمانه وثقته بالله (عز وجل).
- القناعة: كنز لا يفنى عند من تقنع نفسه برزق الله (عز وجل)، سواء قل أم كثر.
- البركة: وسام يمنحه الله (عز وجل) لمن يستحق من أوليائه الصالحين لما فيها من خير وفير.
- اليقين بما عند الله: ركن عظيم يحفظك من أن تضل أو تزل.
- من همه الآخرة: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "من كانت الآخرةُ همَّه، جعل اللهُ غناه في قلبِه، وجمع له شملَه وأتتْه الدُّنيا وهي راغمةٌ".
- الصبر الجميل: نعمة من الله (عز وجل) لمن هدي إليه؛ فإنه من الفائزين والموفقين من الله في نهاية المطاف.
- الحكمة: ضالة المؤمن إذ توجهه إلى الصائب من القول والفعل والعمل، لقوله (تعالى): "يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا" (البقرة: 269).
- المحبة لأخيك المسلم: يحبك الله (عز وجل)، ويحبب فيك جميع الناس، وهي السعادة بعينها.
- الثقة بالله: من أولويات العقيدة الصحيحة والسليمة.
ثانيًا: ما يختص باللسان؛ وهي ملازمة للشخص:
- الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم): من صلى على النبي صلاة واحدة صلى الله عليه عشرًا، فإن أبخل الناس من سمع النبي ولم يصل عليه (صلى الله عليه وسلم).
- الذَّكر: يقرب المسلم من ربه (سبحانه) ويبعد الشيطان من بيته.
- الاستغفار: يمحو الذنوب ويفرج الكرب في حينها، وهو النجاة السريعة والتوبة.
- الدعاء: مخ العبادة، قال (تعالى): "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"، لا يستغني عنه المسلم في مختلف الأحوال لا في الليل ولا في النهار.
- آية الكرسي: ثوابها عظيم عند الله (عز وجل) عند قراءتها، وخاصة دبر كل صلاة.
- ذكر هادم اللذات: الاستعداد ليوم الرحيل.
- اجعل لسانك رطبًا بذكر الله: حصنًا من الغيبة والنميمة، والألفاظ البذيئة، وهي ليست من شيم المسلم.
- الكلمة الطيبة: من صفات المسلم السامية، وهي صدقة في حديث النبي (صلى الله عليه وسلم).
- الابتسامة: دوامها في الوجه تدل على راحة نفس صاحبها؛ فإن تبسمك في وجه أخيك صدقة.
- عدم الغضب: وصية من النبي (صلى الله عليه وسلم)، وجليلة لأمته، لما فيها من الخير العظيم الذي يصيب فاعلها.
ثالثًا: ما يختص بأعضاء الجسم؛ وهي غير ملازمة للشخص:
- الوضوء: لأداء الصلوات في أوقاتها، أينما حل، وأينما ارتحل.
- صلاة الفجر: أفضل عبادة لمن يصليها في المسجد، لأنها تفتح له جميع أبواب الرزق والبر والخير.
- الصلاة: وهي عماد الدين، وأهمها صلاة الفجر في المسجد، إذ يستفتح المرؤ يومه بها فيصبح نشيطًا طيب النفس.
- بر الوالدين: من واجبات المسلم، قال (تعالى): "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا" (الإسراء: 23).
- صلة الأرحام: تفتح جميع أبواب البر والخير للمسلم، وفي الحديث القدسي: "أقطع من قطعك، وأصل من وصلك".
- الصدقة: تطفئ الخطيئة وتحفظ المال وتدفع البلاء وتجلب الرزق، وكل فضيلة صدقة.
- الكسب الحلال: حصن لسعادتك في الدنيا والآخرة.
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علمًا، وأرنا الحق حقًّا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.