ناشد العالم والأكاديمي الفلسطيني عبد الحليم الأشقر، دولاً عربية وإسلامية لاستقباله وسط مخاوف من قيام السلطات الأمريكية بإعادة تسليمه إلى الاحتلال الإسرائيلي مجددًا.
وأعرب الأشقر (61 عامًا) في حديث لـصحيفة "فلسطين" عن أمله بأن يلقى "رسالة موافقة استقبال" من إحدى الدول العربية والإسلامية.
وقال: "أتمنى أن أستأنف حياتي الطبيعية، بعيداً عن الاعتقال والمراقبة الأمريكية (...) ما زالت مسألة الاعتقال موجودة، وفي أي وقت ممكن أن يعتقلوني ولا يوجد قرار بعدم الاعتقال".
وأضاف: "ما يوجد وعد لفظي بعدم الإبعاد إلى (إسرائيل) ولا يوجد شيء ثابت"، مشيرًا إلى أن ذلك الوعد عرض لسحب قضية رفعت ضد وكالة الأمن القومي.
وعن المساعي التي تبذل لاستقباله في خارج أمريكا، أوضح الأشقر أن التركيز في الفترة الحالية على عدة دول منها: تركيا وقطر وماليزيا، وأنه لم يتلقَ أي رد بهذا الخصوص حتى اللحظة.
ودعا الأكاديمي كل من له قدرة على توفير مكان مناسب لاستقباله للسعي في سبيل ذلك في ظل الخطر الذي يتهدد حياته، مؤكدًا أنه ماض في استئناف حقه القانوني والقضائي تجاه المخالفات القانونية.
تفاصيل قضائية!
وحول الخطوات القانونية التي يسير فيها الأشقر في السلك القضائي الأمريكي، أوضح أن تعامل الأخير مع قضيته شابه مخالفات قانونية عديدة.
ولفت إلى أنه أُفرج عنه قبيل اختطافه بقرار قضائي، وأن إلغاء قرار الإفراج يجب أن يبلغ به المحامي أولاً قبل اعتقاله واختطافه وتسليمه لـ(إسرائيل)، قائلاً: "لم يبلغ المحامي بإلغاء القرار ولم يعط الفرصة القانونية لمتابعة قضيتي".
وأضاف: "المخالفة الثانية، أنه يجب السماح لي بلقاء دائرة اللجوء السياسي ليسمع قضيتي، قبل إبعادي، الأمر الذي لم يتم خلافاً للقانون الأمريكي"، مؤكداً أنه قدّم قضية بمحكمة الاستئناف لمتابعة ذلك.
وبين أن السلطات الأمريكية تحاول تغطية فضيحتها القضائية والقانونية بسعيها للوصول إلى اتفاق "بعدم إبعادي إلى (إسرائيل) مقابل سحب القضية خوفاً من فضحهم".
وتابع: "طالبنا المفتش العام بوزارة العدل بالتحقيق في القضية، والتحقيق في التجاوزات من عام 2003 حتى الآن، ومقابل الطريقة الهمجية التي تعاملوا فيها معي، وما وقع علينا من ضرر وعلى أسرتي".
وكانت السلطات الأمريكية قد اختطفت العالم الأشقر بعد الإفراج عنه، وقضائه حكمًا قضائيًّا بالسجن 11 عاماً في السجون الأمريكية ظلماً، بعد رفضه الإدلاء بشهادة ضد زملاء له نشطاء في قضايا حقوق الإنسان ودعم حقوق الشعب الفلسطيني.
وحاولت السلطات الأمريكية تسليم الأشقر إلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي بترحيله بطائرة خاصة إلى مطار بن غريون، إلا أن قراراً قضائيا نجح محاموه في استصداره منع تسليمه للاحتلال فور وصوله للمطار.
والأشقر من قرية صيدا بمحافظة طولكرم، شمال غرب الضفة الغربية المحتلة، أنهى دراسته الثانوية من مدرسة عتيل، وتخرج عام 1982 من جامعة بيرزيت، وحصل على الماجستير في تخصصه من جامعة لافيرن باليونان عام 1989، والدكتوراة في إدارة الأعمال من جامعة المسيسيبي.