فلسطين أون لاين

​معدلات النجاح لم تتجاوز الـ45%

ارتفاع نسبة الرسوب في الثانوية العامة بمدارس "أونروا" في لبنان

...
صورة أرشيفية
بيروت-غزة/ أحمد المصري:

أظهرت نتائج الثانوية العامة "البريفيه" في لبنان، للعام الدراسي 2018/2019م، التي أعلن عنها الجمعة الماضية، ارتفاع نسبة رسوب الطلبة في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وتدني معدلات النجاح بنسبة لم تتجاوز الـ45%، وذلك وفق ما أعلنته جهات مختصة.

ووصف مدير عام الهيئة (302) للدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين، علي هويدي، النتائج المعلنة لامتحانات "البريفيه" بـ"الصادمة"، وتنذر بوجود "مرحلة خطيرة" لا بد من التوقف عندها ودراستها بعمق وموضوعية.

نتيجة كارثية

وأضاف هويدي لـ"فلسطين": "هذه النتيجة الكارثية وإلى جانب أنها صادمة للكثيرين، كانت متوقعة بالنسبة للتربويين الذين لاحظوا في السنوات الأخيرة وجود عدة عوامل تؤدي إلى تراجع نسبة النجاح، وطالما أعربوا عن تخوفهم، لكن للأسف لم تلقَ هذه الهواجس الآذان الصاغية من الجهات المعنية".

ورأى أنَّ قرار وكالة "أونروا" بتقليص معدلات الرسوب في صفوف المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية في لبنان ابتداء من العام الدراسي 2017/2018، شكل "مسألة خطيرة"، فقد ساهمت في تفاقم المشكلة بدلًا من الحد منها وصولًا لإنهائها بشكل كامل، فيما تؤدي إلى ارتفاع نسبة الرسوب عمليًا.

وأوضح هويدي أن أبرز المشاكل التربوية في نظام "أونروا" التعليمي في لبنان والذي يساعد على الرسوب والتسرب المدرسي ما بات يعرف بـ "الترفيع الآلي"، أو كما أسمته الوكالة "تقليص نسبة التسرب".

وفي نهاية شهر مايو/ أيار عام 2017 اتخذت "أونروا" في لبنان قرارًا بعدم ترسيب أي تلميذ من صفوف الأول والثاني والثالث ابتدائي، والاعتماد على نسبة رسوب لا تتعدى 5% لتلاميذ صفوف الرابع والخامس والسادس، و10% نسبة لتلاميذ صفوف السابع والثامن و10% للصف التاسع، و10% للصف العاشر، و5% للصف الحادي عشر، والصف الثاني عشر يعتمد على نتائج الامتحانات الرسميةـ

المشكلة الأكبر

وأشار هويدي إلى أن سلسلة من الاحتجاجات خاضتها الهيئات الشعبية، أدت إلى تراجع "أونروا" عن نظام الترفيع الآلي "جزئيا" وأصبح هناك قرار بلا رسوب لتلاميذ صفوف الأول والثاني ابتدائي مع استثناءات مبررة، وتخفيض نسب الرسوب في المراحل الدراسية الأخرى.

ونبه إلى أنَّ المشكلة الأكبر تكمن في صف الثاني عشر، حيث يجري الطالب الامتحانات الرسمية الخاصة بالدولة اللبنانية لتؤهله إلى دخول الجامعة، وفيما لو رسب في الامتحان، فلا يحق له إعادة سنته الدراسية في مدارس "أونروا"، فيما يعيد سنته الدراسية في إحدى المدارس الخاصة حيث الأقساط المدرسية المرتفعة.

وتساءل عن أسباب استمرار "أونروا" في نظام الترفيع الآلي، رغم تبعية نظام التعليم في مدارسها للدولة المضيفة، والتي كانت وزارة التربية والتعليم فيها ألغت هذا النظام منذ مايو/ أيار 2010م، أي قبل تسع سنوات.

الترفيع الآلي

وإلى جانب الترفيع الآلي، رأى أنَّ البيئة التي يعيش فيها الطالب، وفقدان الشباب الأمل بالمستقبل، والاستماع للاستهداف العنصري بحق اللاجئين، واهتزاز الحالة الأمنية في المخيمات، وغياب نماذج فرص العمل عند التخرج، وأحيانا النموذج القدوة للإدارة والمربي والمعلم، جميعه يلعب دورًا في تراجع المستوى التعليمي لدى الطلاب.

ودعا هويدي برنامج التعليم في "أونروا" لعقد مؤتمر تربوي لإعداد خطة خمسية تتفرع إلى سنوية واضحة الأهداف وقابلة للقياس تشمل تخفيض معدلات الرسوب بنسبة محددة وارتفاع نسبة النجاح في كل مرحلة من المراحل التعليمية، وتخصيص مكافآت معنوية ومادية، وخلق مُناخ تنافسي محمود داخل الجسم التربوي.

محطة للمراجعة

وكان التجمع الديمقراطي للعاملين في "أونروا" في إقليم لبنان، قال في بيان: إن صدور نتائج "البريفيه" محطة للمراجعة والتدقيق في عدد من القضايا التربوية وبخاصة أن تلك النتائج جاءت غير مرضية ودون التوقعات"، مشددًا على ضرورة تراجع "أونروا" عن تقليصاتها وفتح باب التوظيف للمعلمين واعادة النظر بنظام الترفيع.

من جانبه بين مدير مؤسسة شاهد لحقوق الإنسان د. محمود الحنفي، أنَّ السياسة التربوية التي تنتهجها "أونروا" لا توفر بيئة تعليمية صالحة فوجود خمسين طالبا في الصف يجعل من العسير على المعلمين والطلاب على حد سواء اكمال العملية التعليمية التعلمية على أكمل وجه.

وأوضح الحنفي لـ"فلسطين"، أنَّ نظام الترفيع الآلي يجعل من مرحلة الشهادات محطة لتجميع طلاب غير مؤهلين لاجتياز المرحلة فيها، ما يرفع نسب الرسوب وخصوصا أن هذا النظام بات واضحا للأهل والطلاب فصاروا يؤملون بترفيعهم على حساب تحصيلهم.

وذكر أن هناك أسبابًا موضوعية أخرى ذات علاقة بتدني نسبة النجاح في صفوف الطلبة، وهي مرتبطة في الظروف العامة التي يعيشها اللاجئ الفلسطيني، حيث يعيش الأخير بدون أفق أو مستقبل.

وأشار الحنفي إلى أن الطالب الفلسطيني إذا ما أنهى العام الدراسي "البريفيه" ومن ثم الجامعة بنجاح، سوف سيصطدم بالسياسة اللبنانية العامة تجاه اللاجئين من حرمان ومنع للعمل، مضيفا "هذه كله يجعل الحافزية والدافعية للطالب الفلسطيني غير موجودة".