فلسطين أون لاين

لسنا جاحدين ولسنا مغفَّلين

قلنا في مقال سابق هل يأتي ازدهار فلسطين ( غزة والضفة) من كنيس يهودي في البحرين؟!

هذا الاستفهام الإنكاري له رصيد كبير عند كل من يعرف طبيعة اليهود، وجبلتهم، وأنانيتهم، واستعلاءهم على الأمم الأخرى، وهؤلاء يجيبون ( بكلا) بملء الفيه، وبكل ثقة نفس، فالمعرفة التاريخية تضيء الحاضر والمستقبل.

لو كانت ( إسرائيل) تعمل لازدهار غزة والضفة، لما عمقت احتلالها للضفة والقدس، وأكلتها بالمستوطنات، ولما فرضت حصارها العسكري الظالم على غزة؟! ( إسرائيل) دولة استعمارية استيطانية تعمل ضد رفاهية الشعب الفلسطيني المحتل، وعينها بعد استعمارها الكولونيالي لفلسطين على البلاد العربية وثرواتها، وهي تحاول ذلك من خلال زعماء ضعفاء النفوس، ويشعرون أن استقرار ملكهم يرتبط (بإسرائيل وأميركا؟!)..

البحرين مثلا يقيم نظامها الملكي علاقات وطيدة مع (إسرائيل) منذ عقود، وسفيرة البحرين في واشنطن يهودية الديانة، وهي من جالية لا تتجاوز ثلاثين فردا، وهذه الجالية أقامت بالاشتراك مع الوفد الإسرائيلي لورشة البحرين حفلا وصلاة في الكنيس هتفوا فيه بحياة (إسرائيل) والشعب اليهودي.

يقول نتنياهو لشعبه بعد ورشة البحرين: "أريد أن أخبركم بما قاله وزير خارجية البحرين: (إسرائيل) جزء من الشرق الأوسط ، الشعب اليهودي جزء من منطقتنا، يجب أن يعرف شعب (إسرائيل) أن هناك دولًا تريد صنع السلام ودفع الفلسطينيين إلى السلام".

هذا النصر العلني الذي أحرزه نتنياهو في البحرين، هو تتويج لأعمال سرية عميقة وبعيدة الأثر أقامتها (إسرائيل) مع البحرين ودول الخليج في العقود الماضية، حين كانت دول الطوق والممانعة والفلسطينيون يتحدثون عن تحرير فلسطين؟! كنا نتحدث عن دور عربي يساعدنا في تحرير وطننا فلسطين، وكانت (إسرائيل) تضع أقدامها بأريحية في بلاد الخليج، وتخرج لسانها لنا كلما قلنا إن المشكلة الفلسطينية مشكلة عربية وإسلامية؟!.

الآن (إسرائيل) هي التي تريدها مشكلة عربية، لأنها تمكنت من العرب جيدًا، وهم الوحيدون الذين يمكنهم أن يمكنوها من فلسطين، أعني مما تبقى منها، القدس والضفة. نحن الآن مضطرون بعد اطلاعنا على الخيانة العربية النظامية أن نقول إن مشكلة فلسطين مشكلة فلسطينية، ولا يتحمل نارها وجمرها غير الفلسطينيين المرابطين على ثراها لا يقيلون ولا يستقيلون وإن خذلهم العرب والعالم. نحن لسنا جاحدين، ولا عنصريين، ولكنا لسنا مغفلين وقد كشفت الأيام اللثام والقناع، وقد بلغ السيل الزبى ؟!