قائمة الموقع

"النايلون" ملاذ الفقراء لمواجهة الشتاء

2017-02-16T08:03:20+02:00

حالت الأوضاع المعيشية المتردية بين المواطن نبيل أبو حسين وتجديده بعض ألواح الأسبست المسقوف بها سطح منزله في مخيم الشاطئ للاجئين غربي مدينة غزة، ليضطر على إثر ذلك إلى استخدام قطع "النايلون" التي لا تقي البرد ولا تصد رياح الشتاء.

ومع بدء موسم تساقط الأمطار وتدني دراجات الحرارة توجه أبو حسين إلى أحد المحال التجارية، لاشتراء عشرة أمتار من النايلون بما يكفي لتغطية أغلب أجزاء سقف منزله، على أمل أن يمنع تسلل المياه إلى داخل غرف بيته، مثلما يحدث في كل موسم ماطر.

وبين أبو حسين أن محدودية قدراته المالية، واعتماده على المساعدات الخيرية في توفير نفقات أسرته المتكونة من سبعة أفراد يمنعانه من بناء سقف المنزل بالخرسانة المسلحة، أو تجديد ألواح الأسبست التي مضى عليها عقود طويلة، مشيرًا إلى أن أسعار بيع النايلون تختلف تبعًا لجودته ومدى قدرته على تحمل الحرارة.

وقال لصحيفة "فلسطين": "نعيش خلال أيام فصل الشتاء في أوضاع غير منطقية لا تلائم حياة البشر بسبب غرق ممتلكات المنزل بمياه الأمطار، وقد نهرب أحيانًا من المنزل خشية الغرق"، متسائلًا: "ماذا ستفعل قطعة النايلون أمام الرياح والعواصف القادمة من البحر؟!".

معاناة سنوية

ويعتمد المواطن الأربعيني على المعونات الإغاثية المقدمة من الجمعيات الخيرية، أو وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) في تدبير شؤون حياته اليومية، كحال بقية ساكني مخيمات اللجوء في القطاع الساحلي الذين ترتفع في صفوفهم نسب الفقر والبطالة.

أما حازم أبو عميرة فعبر عن تذمره من تغييره المستمر لقطع النايلون التي تتمزق وتتطاير بفعل الرياح، قائلًا: "الناس تتنظر الشتاء وتفرح عندما تمطر السماء، أما نحن فنتمنى أن ينتهي في أقرب وقت، فحرارة الشمس المرتفعة أرحم من غرق البيت وانقلاب حالنا رأسًا على عقب".

وأضاف: "تخيل مشهد تطاير ألواح (الزينقو) التي تحمي أطفالك من لسعات البرد، ولحظة صعودك على السقف من أجل إعادة تثبيت (الزينقو) والأسبست بالحجارة"، مشيرًا إلى أن بعض المؤسسات تقدم له في مطلع كل الشتاء حزمًا من النايلون، لكن الحل الجذري لمعاناته السنوية يتمثل بإعادة بناء منزله من الباطون.

قارب صغير

ووصف سعيد حامد أوضاع أغلب سكان المخيمات والعائلات الفقيرة منهم بـ"المأسوي"، إذ تتسبب الأجواء الشديدة البردة بهروبه من منزله، كونه يقع في منطقة منخفضة عن سطح الأزقة المحيطة به، ما يؤدي إلى غرقه بالمياه على حين غفلة.

وقال حامد العاطل عن العمل منذ عام 2006م: "أحاول أن أوفر سبل الحماية والدفء لعائلتي قبل قدوم فصل الشتاء بأيام بتدعيم ألواح الصفيح الهشة (الزينقو) وكسو السقف بالنايلون، ولكن قوة الرياح واشتدادها في المنخفضات الجوية يقذفان كل شيء في الهواء".

وأشار إلى أن المعاناة لا تتوقف عند الأضرار التي تتسبب بها أمطار الشتاء، بل تتضاعف المعاناة بعد دخول الأوساخ والوحل إلى داخل منزله، وتشقق جدرانه وغرق أمتعته بالمياه المختلطة بالصرف الصحي، مبينًا أن ظروفه المادية الصعبة تزيد من أوضاعه كربًا على كرب.

وكما يلجأ فقراء غزة إلى استخدام النايلون لمواجهة أمطار ورياح فصل الشتاء؛ إن الحال نفسها تنعكس على أصحاب البيوت المدمرة بفعل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة صيف عام 2014م.

ويكافح أصحاب الوحدات السكنية المتضررة جزئيًّا، والذين سكنوا في "الكرفانات"، من أجل توفير الدفء لذويهم، إذ يسيطر عليهم الخوف والخشية من تسرب مياه الأمطار إلى داخلها، وغرقها لتصبح على هيئة قارب صغير الحجم، مثلما حدث في المواسم السابقة.

اخبار ذات صلة