قدّم الشعب الفلسطيني نموذجًا جديدًا لمقاومته لمشاريع التسوية، والتصدي لها بقوة كما هو الحال في التعامل مع ما تعرف بصفقة القرن، وما نتج عن مؤتمر البحر يثبت القدرة على التصدي لها، وإفشال مؤتمر البحرين هو فشل الولايات المتحدة في تسويق صفقة القرن ولو بثوبها الاقتصادي، وأن الجواب الموحد الفلسطيني أنه لا يقاد من معدته، ولا يتنازل عن حقوقه، ولم يعد الفلسطيني الذي مرّرت عليه الولايات المتحدة سابقًا مشروع أوسلو وغيرها.
اللعنات والعار والخزي يجلل كل من شارك في المؤتمر من العرب وغيرهم، وسيسجل في تاريخهم التواطؤ لبيع القضية الفلسطينية، وانكشاف عوراتهم وبروز بعض الوجوه الإعلامية التي تتبع تلك الأنظمة لتشتم وتسيء للفلسطينيين، في تعبير عن حالة العزلة لهؤلاء عن شعوبهم.
سيتراجع التطبيع بين الاحتلال والعرب في أعقاب فشل المؤتمر بسبب حالة الوعي التي تشكلت عند الجماهير في أعقاب المؤتمر، كما شاهدنا ذلك في البحرين -التي عقد فيها المؤتمر- والعراق والمغرب.
وحدّد الموقف الفلسطيني شكلًا ومضمونًا عند الغالبية وقد نجحت الفصائل والقوى الفلسطينية في حشد الجماهير لرفض الصفقة، وحشد المواقف الوطنية ضدها.
في الوقت ذاته، فإن حماس أثبتت أنها قادرة على قيادة التحركات الفصائليّة والشعبية لإفشال الصفقة والتصدي لمحاولات تمرير مشاريع التسوية، وهذا لم يكن سابقًا، مما يعطيها الحق في الاعتزاز بذلك، وهذا يضاف للعلاقات الوطيدة بينها مع الفصائل خلال الفترة الماضية.
غزة رأس الحربة في مواجهة صفقة القرن، وهي من تقدمت لذلك بالدماء والفعل، وتتصدّر المشهد الفلسطيني في مقاومة الاحتلال كما الحال بالمقاومة المسلحة وكذلك الشعبية.
قد تحاول الولايات المتحدة إعادة تشكيل الصفقة بثوب جديد لخداع البعض، وهذا يدعم القضية ومنع أي شكل من أشكال المشاريع والمؤتمرات، ومقاومتها فرض عين على شخص ومؤسسة وهيئة وفصيل ودولة.