فلسطين أون لاين

​الدورات التدريبية في العلاقات الزوجية.. خطوة مهمة لبناء حياة سعيدة

...
الكثير من الشباب لا يملكون الوعي الكافي عن الحياة الزوجية
غزة/ هدى الدلو:

ينشغل المقبلون على الزواج في الاستعداد لمراسم الزفاف وتجهيز البيت وحجز صالة الأفراح، وغيرها الكثير من الأمور المادية التي تثقل كاهلهم، ويتجاهلون طبيعة الحياة التي ستكون بينهم، وهو ما قد يجعل الزوجين يصطدمان بمشاكل بعد أول أسبوع من الزواج، فيؤدي ذلك إلى توتر العلاقة بينهم.. ولأنها "مش مجرد جوازة والسلام"، عقد مركز خاص بالتدريب والاستشارات دورة تدريبية متخصصة في العلاقات الزوجية في قطاع غزة.

وقالت مدربة الحياة الزوجية سماح دبور: "الكثير من الشباب لا يملكون الوعي الكافي عن الحياة الزوجية، وأصول العلاقات الزوجية، والحقوق والواجبات المترتبة عليها، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة الطلاق خاصة في السنة الأولى من الزواج، وفي أحد الأعوام وصلت نسبته إلى 40%".

وتابعت حديثها: "بالإضافة إلى أنه في الستة أشهر الأولى من العام الجاري سجلت عدد حالات الطلاق معدلاً أعلى من عدد حالات الزواج، ويرجع ذلك إلى الانفتاح بسبب الانترنت، إلى جانب وجود مشكلة الطلاق العاطفي، وهو العيش المنفصل للزوجين في بيت واحد، دون أي تواصل فيما بينهم".

وأوضحت دبور أن هذه المشاكل وغيرها كالمفاهيم الخاطئة التي يصدرها المجتمع، تحتم عليهم عمل دورات تدريبية في العلاقات الزوجية خاصة المقبلين على الزواج، وذلك لبناء حياة زوجية سعيدة بعيدًا عن المشاكل والتي يعتقد البعض أن سببها الوضع المادي، وللوصول مع شريك العمر لمستوى توأم الروح، كما أن من شأنها أن تعمل على تحسين العلاقات مع الناس.

وأشارت إلى أن الجدوى من هذه الدورات مخاطبة الشباب بلغتهم، والعمل على تأهيلهم لإنشاء أسر ناجحة قائمة على المودة والرحمة، والارتقاء بعقلية الشباب وتوعيتهم لقيمة الزواج وأهمية بناء الأسرة، والعمل على الحد من ظاهرة الطلاق.

ولفتت دبور إلى أن كثيرًا من الشباب والفتيات المقبلين على الزواج ليس لديهم قدرة على حل مشاكلهم، وكيفية التواصل مع بعضهم بعضًا، والجهل في التعامل مع تدخلات الأهل، والمعرفة السطحية للحقوق والواجبات بعيدًا عن العمق فيها، فأغلبهم يريد أن يأخذ لا أن يعطي.

وبينت أهمية رفع مستوى الوعي لتقليل حالات الطلاق، فالسعادة لا تأتي من فراغ، والزواج يحتاج إلى بذل مجهود والتسليم بأن الزواج قسمة ونصيب من بداية الحياة الزوجية، وهذا يكتب لهما السعادة أو التعاسة.

كما أن السعادة تحتاج إلى جهد وتهيئة للحياة الجديدة للتعامل مع ضغوط الحياة الزوجية.

ونبهت دبور إلى أن هذه الدورة شهدت إقبالاً عليها ولكن ليس بالشكل المطلوب، والبعض يعتقد أن لديه الخبرة اللازمة في الحياة الزوجية، وعدم معرفته بمدى الاستفادة منها.

ومن المحاور التي يجب أن تتناول مثل تلك الدورات، ذكرت منها مفاهيم الزواج وتصحيح بعضها، وكيف أفهم نفسي والطرف الثاني؟، وكيف نحول الاختلاف في الشخصيات إلى مصدر تكامل وليس مصدر مشاكل؟، وكيف نتعامل مع الأزمات الزوجية، وعلاقة الزواج بالمال؟، وأمراض الزواج، وأنماط الشخصيات والحياة والخاصة؟.