من أجل القدس سجن، ولجلده نفسيًّا أبعد إلى غزة، ضحى بساقه وهو يطالب بالعودة، أوجاع السجن والإبعاد والإصابة اجتمعت في شخص واحد هو زكريا الشوربجي، والذي ما زال يؤكد أن إنهاء القضية الفلسطينية وإسقاط حق اللاجئين سيتكسر على صخرة عزيمة وتضحيات الفلسطينيين.
لأنه يحب القدس والعيزرية مسقط رأسه، اعتقل الشوربجي وهو طفل في عمر (15 عامًا) في سجون الاحتلال الإسرائيلي، أمضى ثلاث سنوات، ولأن الاحتلال يخشى بطولته التي تهدد كيانه أبعده إلى غزة في 2008.
الأسير المحرر الشوربجي يحلم يومًا أن يعود إلى العيزرية ورؤية القدس محررة وباقي تراب الوطن، ولأن الحلم كان أقرب للحقيقة مع انطلاق مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار في 30 من مارس/ آذار 2018، خرج مطالبًا بالعودة.
يقول الشوربجي لـ"فلسطين": "أصبت في 21 ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي، كانت إصابتي خطيرة حيث نزفت حتى وصلت نسبة دمي إلى 4، بعدما اخترقت رصاصة متفجرة ساقي اليسرى وتسببت في بترها، وأدت إلى قصور في العظم في اليمنى".
في ظل نضال الشعب الفلسطيني من أجل تحرير كل شبر في وطنه وعودة لاجئيه، يأتي الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بـ"صفقة القرن" التي عقد من أجلها ورشة البحرين أمس، وتمتد أعمالها حتى اليوم الأربعاء، بتمويل خليجي، وبدعم دول عربية أخرى.
ويؤكد أن صفقة القرن لن تمر بإغراءاتها ومشاريعها الاقتصادية التي يصورون أنها ستُحدِث رخاءً اقتصاديًّا في الضفة الغربية وغزة، ولكن الاحتلال دائمًا ينقض عهوده بل يمعن في التضييق على الفلسطينيين ومحاربتهم.
ويشير الشوربجي إلى أن تجميل "صفقة القرن" التي في الأساس تهدف إلى اجتثاث الفلسطيني من أرضه وتهويد مقدساته بالكامل، وإسقاط حق العودة إلى الأراضي المحتلة، لن يخدع أي حر شريف على هذه الأرض.
وحول دعم بعض الدول العربية والخليجية للصفقة، يقول الشوربجي: "يتكالب حكام بعض الدول العربية على فلسطين لا سيما قطاع غزة، البقعة الوحيدة التي تحارب الاحتلال لكسرها، بالإضافة إلى إفراغ القدس من أهلها".
ويطالب بالاستمرار في مسيرات العودة، إضافة إلى كل الوسائل والأساليب التي من شأنها تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني، برفع الحصار وتوفير حياة كريمة لها.