كوشنير صهر ترامب ومستشاره لا يرى فرصة للحل بحسب المبادرة العربية للسلام. قال هذا صراحة في وجه مَنْ حضروا مؤتمر المنامة. بينما يزعم العرب أنهم متمسكون بالمبادرة العربية، وهذا من النفاق السياسي. ومن النفاق الأكبر أنهم يزعمون أنهم لن يقبلوا بشيء يرفضه الفلسطينيون، بينما هم يناقشون الحلول بغياب الفلسطينيين الذين يرفضون ورشة البحرين؟!
صهر ترامب يرى أن غياب السلطة الفلسطينية لن يؤثر على أعمال المؤتمر، وأن المؤتمر ناجح بحضور كل الأنظمة المعنية، ويزعم أن المؤتمر يبدأ بالجانب الاقتصادي ولكن لا بدّ من معالجة الجانب السياسي، وهذا يؤكد أن أميركا وإسرائيل تنظران للأنظمة العربية أنها مفتاح الحل لمشاكل الشرق الأوسط وللقضية الفلسطينية. وهذا يعني أن العرب يضعون أنفسهم في موضع الفلسطينيين، أو في موضع الأوصياء عليهم، لهذا قال محمود العالول أمس في نابلس: إن طعنات العرب في ظهرنا زادت؟!
وهنا أسأل العالول بعد موافقتي على قوله فيهم، ماذا يقول في مشاركة ياسر بن محمود عباس، وأسامة القواسمي الناطق باسم فتح في الضفة الغربية، كما تواترت الأخبار بذلك؟! هل حصل هؤلاء على تصريح من الرئيس بالحضور، أم أنهم تمرّدوا على توجيهاته؟! حين نستنكر حضور قادة النظام العربي، فإن الأولى أن نعاقب الفلسطيني الذي يخالف الإجماع الشعبي. سكة النفاق قصيرة؟!
القضية الفلسطينية لم تعد تحتمل حالات النفاق، والمواقف الرمادية، والإجراءات المتلعثمة، ومن ثمَّ فهو يطالب المسئولين بالشفافية والمصداقية، ولا قيمة: (لنرفض ولكن، أو نقبل ولكن...)، فأين الشفافية في إلغاء الإضراب في الضفة؟! وأين الشفافية في مواصلة التنسيق الأمني مع CIA رغم مؤتمر البحرين؟
كيف يمكن للشعب مواجهة صفقة القرن ومؤتمر البحرين، إذا كانت القيادة تتلعثم في قراراتها، وترسل من تحت الطاولة موفدين لها بحج مختلفة، وتبريرات متباينة؟ (اتقوا الله وقولوا قولًا سديدًا يصلح لكم أعمالكم...).