فلسطين أون لاين

​"أمل" روت بدمائها أرض فلسطين وزادت تمسك ذويها بـ"هربيا" المحتلة

...
غزة- هدى الدلو:

"بعد مرور ما يقارب ستة أشهر على استشهاد شقيقتي أثناء مشاركتها في مسيرات العودة وكسر الحصار، لم يتغير شيء على أرض الواقع رغم استمرار المسيرات منذ أكثر من عام، وسقوط الشهداء والجرحى، واليوم يطل علينا مؤتمر البحرين بوجهه الأسود ليعلن عن صفقة الشؤم والعار التي تهدف لإلغاء الكثير من حقوق الفلسطينيين ومنها الحياة الكريمة، والعودة إلى أراضيهم التي هجروا منها"، هذا ما استهل الحديث به خالد الترامسي شقيق الشهيدة أمل.

وأضاف خالد لـ"فلسطين": "دم الشهداء الذي روى تراب فلسطين للدفاع عن الأرض والعرض لن يضيع سدى، بل سقط ليطالب بحقوق الفلسطينيين بالعيش الكريم بفك الحصار المفروض منذ سنوات، والعودة إلى ديارنا في هربيا، رغم المخاوف التي تتملكني من حدوث نكبة ثانية ونزوح من الأراضي الفلسطينية".

أمل رغم عمرها الذي تجاوز (43 عامًا) والمسؤوليات العائلية الملقاة على عاتقها تجاه والدتها المريضة برعايتها وتلبية احتياجاتها، كونها مصابة بعدة أمراض مزمنة، إلى جانب تلبية متطلبات إخوتها، إلا أن ذلك لم يكن عائقًا أمامها، أن تكون من المشاركات الدائمات في مسيرات العودة شرق غزة.

وأضاف: "كانت تذهب للمشاركة في الحراك البحري بلهفة أكبر من المسيرات الحدودية، كونها تكون أقرب على بلدتها الأصلية، فتصلها نسمة من هوائها، وتطالب بحقها في العودة إليها".

وأشار شقيقها خالد إلى أنه لم يكن يتوقع استشهادها كون مشاركتها سلمية، فلم تحمل معها سلاحا أو قنبلة تهدد جنود الاحتلال، ومع ذلك كان يتعمد استهداف المدنيين من النساء والأطفال وفرض قوته عليهم، حيث اخترقت رصاصة غادرة وجهها وخرجت من مؤخرة رأسها.

وأوضح أن المشكلة في مؤتمر البحرين مشاركة الدول العربية فيه، وتجاهل حق الفلسطينيين بالعودة إلى أراضيهم، وإقامة دولتهم وعاصمتها القدس. وقال: "لذلك سنستمر في مسيرات العودة الأسبوعية حتى انتزاع الحقوق، وحتى آخر قطرة دم".

ولفت الترامسي إلى أنه رغم ما يروج له بأن مؤتمر البحرين اقتصادي وسيعمل على إنعاش الفلسطينيين وتأمين حياة كريمة لهم "إلا أن الدولار لن يغرينا لنتنازل عن حقوقنا وثوابتنا الفلسطينية، ولن نضحي بدماء الشهداء والجرحى التي سقطت لنيل حقوقها وحقوق أبناء شعبها، فهو خيانة لدم الشهداء وسلب للحقوق التي تمسكنا بها منذ سبعين عامًا".

ووجه رسالته إلى أبناء الشعب الفلسطيني بمختلف أطيافه بضرورة أن يكونوا يدًا واحدة، حتى يستطيعوا مواجهة كل ما يحاك لقضيتهم، فلن يقف بجانبهم أحد، سوى الفلسطينيين أنفسهم.