غزة في إضراب شامل احتجاجًا على مؤتمر المنامة. والضفة في تظاهرات شاملة رفضًا للمؤتمر، واحتجاجًا على المؤتمرين. المؤتمرون يدّعون وصلًا بليلى، وليلى لا تقرّ لأحد منهم بوصل؟! من يدعي حب فلسطين والدفاع عن حقوقها عليه أن يقدم شاهدًا ودليلًا، إذ لا يوجد اليوم أسهل من الادعاء والكذب، بعد أن فقد العرب المروءة والصدق؟!
مؤتمر المنامة ليس حبًّا في فلسطين، وشعبها، بل هو حب في (إسرائيل)، وتحليل لاحتلالها؟! لذا فإن فلسطين لن تحضر المؤتمر لأنه مؤتمر مشبوه، الخيانة فيه ثمنها مليارات، وليس للشرف فيه مكان. ومن ثَمَّ تحضره أنظمة تدعي خدمة فلسطين، بينما هي تُساق بعصا أميركا، وتريد أن تصل بفلسطين إلى حتفها النهائي، بقلم كوشنير وتوجيهات ترامب، حبًّا في مصالحها ليس إلا؟!
بعض المؤتمرين يريدون المليارات والمشاريع الاقتصادية، وبعضهم يريد حماية أميركا ومظلتها، وكلهم يرى في (إسرائيل) ممرًا للمال والحماية، ويرى في الفلسطينيين تمرّدًا وجهلًا وغيابًا عن الواقع. فلسطين في نظرهم انتهت. والقدس انتهت؟! وما تبقى يمكن إنقاذ بعضه بقبول عرض (أميركا وإسرائيل)، والمال والمشاريع فوق ذلك ظهير.
الأندلس ضاعت وانتهت من الوجود. وفلسطين على طريق الأندلس، ولا سلامة لما تبقى منها إلا بالاعتراف العاجل بالأمر الواقع، ومؤتمر البحرين عين الواقع، والمؤتمرون فيه هم الواقعيون، والرافضون له هم أهل الخيال المريض، وهم الواقفون على الطريق. فلسطين في نظرهم سلعة، والسلعة ثمنها مال موازٍ، أو قريب من ذلك، والمال في المؤتمر ملايين ومشروعات، ومن لا يقبل الثمن عليه إثم المشرّدين؟!
غزة والضفة في إضراب شامل ورايات سوداء لأنها ترفض منطق العرب التخاذلي، وترفض مصير الأندلس، وترفض المال ثمنًا للوطن، وترى أن المؤتمرين كذّابون، وعليهم إثم فلسطين والفلسطينيين، وإذا كانت فلسطين تعيش الإضراب رفضًا لمؤتمر البحرين، فهي تعلم أن الإضراب ليس إلا مجرد علامة على الرفض، وفلسطين لن تقف عند العلامة فحسب، بل هي ستعمل ما في وسعها لإفشال مؤتمر بيع فلسطين، ولو بعد حين. فلسطين ليست وحدها، بل معها شعوب العرب، وأحرار العالم، ولا تجدّ عربيًّا أو حرّا يقرّ لهم بصفقة القرن، وبيع القدس؟!