أميركا وروسيا في تل أبيب لعقد مؤتمر حول الأمن المشترك في المنطقة. جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي وبومبيو وزير الخارجية الأميركي يعقدون هذا المؤتمر مع المسئولين الإسرائيليين من أجل التعاون الأمني. بالطبع إيران حاضرة وحزب الله وكذا حماس والغائبون هم العرب، غير أن بعض المصادر تقول إن السعودية حاضرة من خلال مسؤول الاستخبارات فيها.
العبرة في نظري ليس بحضور المملكة وغياب العرب الآخرين، فليس من المنطق أن يحضر العرب إلى تل أبيب لحضور مؤتمر أمني هدفه الرئيس توفير الأمن لإسرائيل، ولكن العبرة أنه مؤتمر يعقد في تل أبيب، فالمكان يعطي صاحبه بعضا من مصالحه في المؤتمر قبل انعقاده. والعبرة الثانية أنه مؤتمر يحضره المقررون في المنطقة وربما العالم: (أميركا وإسرائيل وروسيا)، أما المتلقون للفعل الأمني وغيره كالعرب فهم لا يشاركون العالم في إبرام القرارات؟!
مؤتمر الأمن يعقد قبل مؤتمر المنامة بيومين، وبولتون وبومبيو سيطيران بعدها لمؤتمر المنامة وفي حقيبتيهما اتفاق أمني مع روسيا وإسرائيل. ومن ثمة سيطغى موضوع الأمن في اللقاء مع العرب في المؤتمر، لا سيما بعد إسقاط إيران للطائرة الأميركية، وترجع ترامب مؤقتا عن الضربة.
إذا لم ينجح مؤتمر المنامة اقتصاديا في تمرير الصفقة فمن المرجح أن ينجح أمنيا، لا سيما وأن دولا خليجية انضمت لإسرائيل في انتقاد التراجع الأميركي أمام طهران.
إيران لم تدع لمؤتمر الأمن، ولم تدع لمؤتمر المنامة، ولكنها حاضرة في الاثنين بقوة التقابل والتضاد والعداوة. ومن ثمة يجدر بالمحللين بيان تداعيات المؤتمرين على إيران من ناحية وعلى فلسطين والخليج من ناحية أخرى.
إيران موجودة في لبنان وفي سوريا وفي اليمن وفي الخليج العربي، ووجودها في هذه المناطق يهدد أمن المنطقة وأمن المهتمين بها كأميركا وروسيا كما تقول إسرائيل ودول من الخليج. تداعت هذه الدول لمؤتمر تل أبيب ثم لمؤتمر المنامة وخلف الأكمة ما خلفها. فهل يتحول مؤتمر المنامة لاستكمال غير معلن لمؤتمر تل أبيب. وبغض النظر فإنه لمن المرجح أن تصب مخرجات المؤتمر في صالح إسرائيل وأن تكون فلسطين هي السلعة التجارية الرخيصة للأسف التي يتاجر فيها المؤتمرون وبالذات العرب منهم؟!