قال دبلوماسي سعودي: "إن الأجواء السائدة في العالم العربي والسعودية تجاه (إسرائيل) تتسم بالإعجاب، رغم كراهيتها من قبل الكثيرين، وأن عهد الحروب انتهى بين الجانبين" وفق تعبيره.
وزعم الدبلوماسي السعودي الذي أخفى هويته، في لقاء خاص مع مجلة "غلوبس" الاقتصادية الإسرائيلية، أمس، أن "هناك حملة موجهة ضد السعودية عموما، وضد ولي العهد محمد بن سلمان خصوصا، من قبل أطراف منافسة وخصوم للمملكة في المنطقة وعلى رأسها إيران وحلفائها، الذين استغلوا قضية الصحفي جمال خاشقجي في كيل الاتهامات ضد ابن سلمان، وتشويه صورته".
وأشار في المقابلة التي أجراها مراسل المجلة داني زاكين، الذي التقى الدبلوماسي السعودي، وأجاب على التساؤلات بكل أريحية، أن "الحملة التي تستهدف الأمير ابن سلمان مرتبطة بكم أنتم الإسرائيليون، هناك في العالم العربي من ينظرون بعين سيئة للمصالح المشتركة بين السعودية و(إسرائيل)، ويسعون للمس بنا بسبب ذلك".
وأشاد بالتكنولوجيا الإسرائيلية المتقدمة والمتطورة، مستدركا: "العالم العربي معجب بهذا التقدم، ويسعى لمحاكاته وتقليده، والأجهزة الأمنية السعودية تستخدم أفضل التقنيات اللازمة، ويعتبر الأمن القومي السعودي الأفضل في المنطقة".
وحول موعد خروج العلاقة الإسرائيلية السعودية إلى النور، وزيارة وفد إسرائيلي رسمي لـ(إسرائيل)، كما حصل مع دولة الإمارات العربية المتحدة وعمان والبحرين وغيرها من الدول، فأجاب الدبلوماسي السعودي: "هذه مسألة وقت ليس أكثر. على الإسرائيليين أن يفهموا أن السعودية لديها مسؤولية تجاه الفلسطينيين".
ولفت إلى أن "السعودية ودول أخرى مستعدة لضخ أموال كثيرة ومبالغ كبيرة لم يحلم الفلسطينيون بالحصول عليها. وفي حال انطلقت عملية التسوية على الأرض، سيشعر الفلسطينيون أنهم حصلوا على استقلال ذاتي، تعليم جيد، تشغيل، اقتصاد معافى، صحة وغيرها".
وزعم أن "الفلسطينيين ربما يصعب عليهم الخروج من صورة الضحية والمظلومية، ولذلك فهم لا يصدقون ما يعرض من مقترحات. كل القضايا العالقة سنجد لها حلولا، بما فيها موضوع القدس، ولكن في حال استقرار الأوضاع، بدون عنف، ووجود أفق حقيقي، وحتى الآن لا يقبل الفلسطينيون هذا الواقع، مع أنهم يجب أن يتحلوا بمزيد من المسؤولية لأخذ ما يطرح بعين الاعتبار".
وحول النظرة السعودية لـ"القيادة الإسرائيليين"، قال: "أعتقد أن الخصوم السياسيين الكبار لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يعترفون بقدراته الكبيرة في العلاقات الدولية. ونحن نعرف جيدا علاقاته القوية مع الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، لكننا ندرك أنه في الواقع الإسرائيلي الحالي يبدو صعبا عليه تمرير حلول سياسية مع الفلسطينيين".
وأضاف أنه "فيما يطالب الفلسطينيون بالانتظار حتى مجيء زعيم إسرائيلي غيره، فإننا في السعودية نرى أن ساعة الحسم قد حانت، وكل زعيم إسرائيلي، بمن فيهم نتنياهو، سيعثر على طريق السلام، وهو ما يريده غالبية الشعب الإسرائيلي لديكم".
ووجه الدبلوماسي السعودي رسالة إلى الإسرائيليين قال فيها إن "الصراع الدامي في المنطقة استمر أكثر من اللازم. نحن في السعودية ودول الخليج والأردن ومصر نعتقد أن زمن الحرب مع (إسرائيل) انتهى، وآن الأوان للانتقال لمرحلة تطبيع العلاقات، وهي الأفضل، وسيكون العالم العربي رابحا من ذلك، وليس فقط الفلسطينيين والإسرائيليين، التاريخ أتى لنا بفرصة لتحقيق ذلك، وآمل أن نستغلها جيدا".