كشف المدير التنفيذي لجمعية أنصار فلسطين في تونس، بشير خضري، النقاب عن جهود تونسية لإصدار عريضة عربية عامة، ضد التطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا رفض الشعب التونسي لهذا السلوك والمشاركة في "صفقة القرن".
وقال خضري في مقابلة مع صحيفة "فلسطين"، أمس، إن الشعوب العربية ستفشل صفقة وخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي يتحدى بها العالمين العربي والإسلامي، والساعية للقضاء على الحق والقضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن وعي الشارع التونسي ورفضه للتطبيع والزيارات الإسرائيلية إلى تونس، أحد أسباب فشل الإسرائيليين بالدخول إلى تونس بشكل رسمي، لافتًا إلى أن أي زيارة "تكون خلسة" ومخالفًا للأعراف التونسية.
وأضاف: "أنا على يقين أن الشعوب العربية، ستفشل صفقة القرن، رغم تنفيذ بعض محاورها، بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، لكن بالمجمل الصفقة والخطة ستبوء بالفشل بصمود الشعب الفلسطيني في أرضه، ومساندة أحرار الأمة الإسلامية والعربية ووعيهم".
وشدد على أن هذه الصفقة لن ترى النور كاملًا، متابعًا: "ترامب سيرحل كما رحل رؤساء أمريكا السابقين، وسيفشل كما فشل غيره في القضاء على ثوابت الحق الفلسطيني".
وحول الخطوات التونسية، أفاد عضو مجلس شورى حزب النهضة التونسي، بأن الحزب سيجدد تقديم مبادرة مع مؤسسات المجتمع المدني التونسية، لسن قانون تجريم التطبيع مع الاحتلال.
وأشار خضري إلى أن الحزب أسهم في تقديم هذه المبادرة لمجلس النواب التونسي، إلا أنالظروف السياسية التونسية حالت دون إتمام الأمر، مؤكدًا أنهم يرفضون زيارة أي تونسي لفلسطين تحت مظلة الاحتلال ولا زيارة أي إسرائيلي إلى تونس.
ونبه إلى أن الضغط النقابي التونسي أفشل، مؤخرا، زيارة المفتي العام لتونس إلى القدس المحتلة، بعد دعوة رسمية من السلطة الفلسطينية، متهما في الوقت ذاته، الأخيرة بأنها "تسهم في تعزيز التطبيع مع الاحتلال".
وذكر أن أي زيارة تتم إلى القدس المحتلة التي يسيطر عليها الاحتلال هي شكل من أشكال التطبيع معه، قائلاً: "تونس بكل مشاربها وأشكالها السياسية والعقائدية متوحدة حول الحق الفلسطيني، ومع تحرير الأرض الفلسطينية".
وحول رده عن زيارة الوفد الإسرائيلي الأخيرة إلى تونس، قال الناشط التونسي: "نحن ابتلينا بوزير للسياحة من أصول يهودية، وهو رجل أعمال يعمل على تفعيل السياحة الصهيونية مع تونس، إلا أن الشعب التونسي يرفض ذلك بشكل قاطع".
وقال: "هذه الوفود لا تدخل تونس بشكل رسمي، وهي تحمل جوازات سفر غير الإسرائيلية"، لافتًا إلى أن الأحزاب التونسية تعكف على تنظيم تظاهرة كبيرة وسط تونس الأيام المقبلة، للمطالبة بـ"إقالة وزير السياحة".
وجدد خضري، تأكيد الموقف التونسي الداعم للحق الفلسطيني، واستمرار الوقوف مع أهالي القدس والمرابطين والمرابطات على أبوابه، لافتاً إلى وجود حملات مناصرة شعبية وإعلامية لأهالي القدس وحقهم المسلوب.
ووجه تحيته إلى أهالي قطاع غزة المحاصر والضفة الغربية المشدد عليها الطوق الاستيطاني، مضيفًا: "لا نستطيع الوقوف أمام تضحيات أهالي غزة، وتضحياتهم في مسيرات العودة بكل قوة وحماس، ولا نقدر إلا أن نقف أمامهم إلا بكل تقدير وإجلال لمجهوداتهم".
وكشف خضري النقاب عن تجهيزات وتنسيق مع الحكومة التونسية لإرسال وفد طبي تونسي إلى قطاع غزة الفترة القادمة.