قائمة الموقع

ماذا وراء مشاركة (إسرائيل) بوفد غير رسمي في ورشة المنامة؟

2019-06-20T10:25:03+03:00

يبدو أن "طموح" إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعقد جلسة تطبيع رسمية يحضرها مسؤولو السلطة الفلسطينية وسلطات الاحتلال الإسرائيلي ومسؤولون عرب خلال ورشة العمل الاقتصادية المزمع عقدها في المنامة الثلاثاء المقبل، لم يتحقق على النحو الذي تصبو إليه؛ بحسب مراقبين.

وأول من أمس قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو: إن "إسرائيليين" سيشاركون في المؤتمر الذي ينعقد يومي 25 و26 يونيو/ حزيران الجاري لكنه لم يحددهم؛ في وقت نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في موقعها الإلكتروني بالنسخة الإنجليزية عن مصدر مطلع على المدعوين لورشة العمل أن من بينهم منسق أعمال حكومة الاحتلال السابق في الضفة والقطاع يؤاف مردخاي.

وأضاف المصدر أن مردخاي الذي يرأس حاليا شركة "نوفارد" للاستشارات الدولية سيحضر "بصفة شخصية"، مع شريك له في الشركة ذاتها.

وكان مردخاي الذي يجيد اللغة العربية يشكل نقطة ارتكاز في تحقيق أمن الاحتلال بالضفة الغربية. وتقاطع السلطة الفلسطينية رسميا ورشة المنامة.

وتأتي الورشة المذكورة التي سمتها الإدارة الأمريكية "السلام من أجل الازدهار" ضمن الخطة التي تعدها الأخيرة لإنهاء القضية الفلسطينية وتعرف إعلاميا بـ"صفقة القرن" ويجمع الفلسطينيون على رفضها.

ويقول الاختصاصي في الشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت: إن الأمريكان قرروا اقتصار الورشة على الجانب الاقتصادي ولذلك وجهوا دعوات لإسرائيليين لا يحملون صفة رسمية، مبينا أن ذلك سينعكس على التمثيل العربي الذي قد يكون بالحدود الدنيا.

ويضيف شلحت لصحيفة "فلسطين" أن اختيار مردخاي وقع لتجربته كمنسق سابق لأعمال حكومة الاحتلال ومعرفته بالواقع القائم.

ويعتقد شلحت أن الولايات المتحدة لا تملك ضمانات بأن يعتمد الجانب العربي "صفقة القرن" "من وراء ظهر الفلسطينيين".

ويتابع: في تقديري ستكون ورشة العمل الاقتصادية عبارة عن لقاء لن يقدم ولن يؤخر.

ويرى شلحت أن اعتزام البيت الأبيض عدم دعوة ممثلين رسميين يدلل على "أن هناك فرملة" فيما يتعلق بصفقة القرن التي قد يعرقل إعلانها أيضًا فشل نتنياهو في تشكيل حكومة جديدة وقرار إجراء انتخابات جديدة متوقعة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل وهو الشهر الذي من المزمع أن تبدأ فيه الحملة الانتخابية الأمريكية.

ويقول: من غير المعلوم إلى أي مدى ستكون الإدارة الأمريكية متفرغة حينئذ لصفقة القرن، وكل هذه دلائل على أن الصفقة قد توضع في الثلاجة.

وينبه إلى أن الهدف الإسرائيلي الأمريكي المضمر من ورشة العمل الاقتصادية كان التطبيع الرسمي ويبدو أنه لم يتحقق.

"إخفاق"

"أعتقد أن عدم حضور ممثلين رسميين (إسرائيليين) يرجع لعدم وجود قيمة لذلك في ظل مقاطعة الفلسطينيين"؛ بهذا يبدأ مدير مركز دراسات الشرق الأوسط د. جواد الحمد حديثه مع صحيفة "فلسطين"، قبل أن يضيف أن غياب الحضور الرسمي الإسرائيلي يسهل حضور بعض الدول العربية ويحول البرنامج من سياسي إلى اقتصادي، ويهيئ لحضور رجال أعمال عرب.

ويؤكد الحمد لصحيفة "فلسطين" أن ذلك يمثل "إخفاقا" في المساعي الأمريكية المتعلقة بالورشة، موضحا أن موقف الدول العربية حتى الآن غير متحمس وفي أحسن الأحوال قد تسمح بمشاركة بعض رجال الأعمال من طرفها أو أن يشارك سفراؤها في البحرين لا أكثر ولا أقل.

وينبه إلى أن هذه النتيجة جاءت بسبب عدم تشاور الإدارة الأمريكية مع الأطراف المعنية، وعدم أخذها الموقف الفلسطيني بالاعتبار، ما يمثل وضع العربة أمام الحصان.

ويشدد الحمد على أن الحل السياسي هو الأساس والجانب الاقتصادي يكون داعما له، وهذا هو عكس ما ذهبت إليه إدارة ترامب، ما يدلل على جهلها في الفكر السياسي فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط.

ويؤيد مدير مركز دراسات الشرق الأوسط القول: إن ورشة العمل الاقتصادية ولدت ميتة، مبينا أنه ليست هناك بلورة كاملة معلنة لصفقة القرن التي تعمل أمريكا على إعدادها بمعزل عن المجتمع الدولي كما جرى عندما اعترفت بالقدس المحتلة "عاصمة" مزعومة لـ(إسرائيل)، وبما أسمتها "سيادة" سلطات الاحتلال على مرتفعات الجولان السورية المحتلة.

ويرى أن الولايات المتحدة فشلت فشلا ذريعا في فرض هذه الخطوات على الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والفلسطينيين، ولا أحد ساندها.

ويتمم الحمد: واشنطن طبقت ذلك من جانب واحد، ولم تتمكن من فرض رؤيتها حتى على الدول العربية، ما يوضح أن السياسة الأمريكية تجاه (إسرائيل) معزولة عن العالم.

ليست صدفة

من جانبه تساءل الاختصاصي في الشأن الإسرائيلي د. صالح النعامي في منشور عبر فيبسوك: هل هي صدفة أن الذي اختارته (إسرائيل) ليمثلها في الورشة هو مردخاي، الذي بدأ حياته المهنية كمجند عملاء في وحدة "504"، المسؤولة عن تجنيد العملاء والتحقيق مع الأسرى العرب، التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، والمتهمة بارتكاب جرائم حرب أثناء عمليات الاستجواب، عدا عن اتباعها أحط الوسائل في محاولة التجنيد؟

ويبرز على رأس فريق صفقة القرن جاريد كوشنر صهر ترامب، إلى جانب المبعوث الأمريكي لعملية التسوية في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، وهو يهودي أرثوذكسي عمل محاميا في مجال العقارات.

ويتوقع مراقبون أن تقضي الخطة بضم (إسرائيل) المستوطنات وترك مساحة تقل قليلا عن النصف للسلطة "في ظل شكل من أشكال الحكم الذاتي"، وحصول الأخيرة على أحياء على مشارف القدس مثل أبو ديس وبيت حنينا وسلوان.

وإعلاميا، يبدي رئيس السلطة محمود عباس معارضة لهذه الصفقة، بيد أنه يعد في مقدمة من روج لها في لقاء جمعه بترامب في سبتمبر/أيلول 2017، عندما شكر الأخير "على إتاحة الفرصة" للقائه، قائلا: "إن دل هذا على شيء إنما يدل على جدية الرئيس (ترامب) أنه سيأتي بصفقة العصر للشرق الأوسط خلال العام أو الأيام القادمة".

اخبار ذات صلة