فلسطين أون لاين

​سعي الاحتلال لإغلاق مدارس البلدة القديمة.. مخطط لإفراغها من سكانها الأصليين

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

أكد مختصان بشؤون القدس، أن سعي الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة على المدارس الفلسطينية في البلدة القديمة بالمدينة يأتي في إطار محاولة إفراغها من سكانها، والقضاء على الوعي الفلسطيني فيها.

وأوضحا في حديثين منفصلين لصحيفة "فلسطين" أن السلطة الفلسطينية مقصرة بحق قطاع التعليم في القدس، وأنه من الضروري أن تبذل جهودًا أكبر لدعم مقومات صموده.

عضو لجنة أولياء الأمور بالقدس علاء الحداد، بين أن الاحتلال يمارس ضغوطات كبيرة على الطلبة المقدسيين داخل البلدة القديمة؛ لمنع تسجيلهم داخل مدارس البلدة من خلال تكرار إغلاقها، واقتحامها في أيام الدوام الرسمي وممارسة التشويش على الطلاب وذويهم.

وأشار الحداد إلى أن الاحتلال يرى في إغلاق تلك المدارس هدفًا رئيسًا؛ لوجودها في مكان حساس وهو البلدة القديمة التي يريد تفريغ شوارعها من الفلسطينيين لمصلحة مستوطنيه، مشيرًا إلى أنه يمارس ضغوطات كبيرة على الأهالي والطلبة من خلال توقيفهم وتفتيشهم وتعمد إهانتهم وقذفهم بالحجارة وضربهم.

ولفت إلى أن هذه المدارس بحاجة ماسة لدعم السلطة بمقومات الصمود، كترميمها، ورفع رواتب المعلمين فيها لكي لا يهربون في ظل الإجراءات القاسية التي يتعرضون لها كالطلبة.

وقال: "نحن وعدة جهات فلسطينية نقوم بتوعية الأهالي، لكن مهما فعلنا فنحن بحاجة لدعم كبير أمام غطرسة الاحتلال، ما يستوجب موقفًا أكثر قوة من السلطة".

وذكر أن هناك ثماني مدارس داخل البلدة القديمة مهددة بالإغلاق لوجودها ضمن منطقة حيوية بالقرب من مخافر شرطة الاحتلال التي تريد أن تخلي تلك الشوارع للمستوطنين، لافتًا إلى أن هذا الاستهداف جزء من خطط استهداف المدارس الفلسطينية في عموم القدس للتخلص من السكان الأصليين.

وأضاف أن الاحتلال يمارس أيضًا ضغوطًا كبيرة لفرض المناهج الإسرائيلية على تلك المدارس، ما يستلزم وقفة جدية من قيادة السلطة التي يجب أن تدرك أن وقوفها بجانب المؤسسات التعليمية المقدسية أهم بكثير من دعمها للأنشطة الترفيهية بالمدينة.

ولفت إلى أنه في حال نجاح الاحتلال في إغلاق تلك المدارس فذلك يعني نجاحه في الاستحواذ على مساحات كبيرة تشغلها تلك المدارس، بجانب القضاء على الهوية الوطنية الفلسطينية.

"أسرلة" المناهج

ورأى الكاتب المقدسي راسم عبيدات أن الاحتلال في إطار الحرب على القدس والمقدسيين يستهدف العملية التعليمية ويسعى لـ"أسرلة" المنهاج الفلسطيني من خلال محاولته السيطرة على المدارس الفلسطينية.

وبين عبيدات أن الاحتلال يستهدف خصوصًا مدارس البلدة القديمة في مسعى منه لإغلاقها من خلال نشر شرطته على أبوابها، وتعريض الطلبة للتفتيش والإهانة؛ في محاولة لتخويف الأهالي من تسجيل أبنائهم فيها.

وأضاف أن الاحتلال إن لم ينجح في إغلاقها أو فرض مناهجه فيها، فإنه يهدف على الأقل لتحويلها لمراكز جماهيرية تقدم خدمات رياضية وترفيهية على غرار الأندية؛ في محاولة لاختراق وعي الشباب الفلسطيني وتطويعه لإخراجه من دائرة الفعل الوطني، أو تحويلها لمراكز تلمودية للمستوطنين.

وأشار إلى أنه سبق ذلك استهداف الاحتلال مؤسسات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" التعليمية بالقدس، في محاولة لتجفيفها وتطويع وصهر الوعي الفلسطيني بإجبار الطلبة على الالتحاق بالمدارس الإسرائيلية.

وقال عبيدات: "نحن نشهد مخططًا شاملًا للحد من تدريس المنهاج الفلسطيني بالقدس ضمن "صفقة القرن" التي تهدف لإخراج المدينة المحتلة خارج أي عملية تفاوض مستقبلية، وذلك بدعم من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".

وأضاف أن السعي لإغلاق تلك المدارس يندرج في إطار المحاولات المستمرة للسيطرة على عقارات فلسطينية في البلدة القديمة، حيث إن وجود الطلبة في المكان من شأنه أن يشكل إزعاجًا ويسهم في التصدي لمخططات الاحتلال الساعي لفرض تقسيم مكاني على المسجد الأقصى، فوجودهم يشكل وضعًا أمنيًّا غير مستقر ومدعاة لحدوث المواجهات.

ولفت إلى أن الميزانيات الإسرائيلية التي تُقدر بمليارات الشواقل للسيطرة على التعليم بالقدس، مقابل ميزانية شهرية للسلطة لا تتعدى عشرين مليون شيقل، يجعل أمر مواجهة ذلك المخطط الإسرائيلي صعبًا.

وأكد أنه ينبغي على السلطة إنشاء صناديق لدعم العملية التعليمية وزيادة رواتب المعلمين ودعم الطلبة، والسعي لاستصدار تراخيص لمدارس جديدة؛ لأن السيادة الوطنية تتطلب وجود منهاج فلسطيني بالقدس.