فلسطين أون لاين

​خلال ورشة "متحدون من أجل مواجهة صفقة القرن"

قادة الفصائل: المقاومة والمصالحة ستكبحان جماح صفقة القرن

...
صورة أرشيفية
غزة / حازم الحلو:

أكدت فصائل العمل الوطني والإسلامي في قطاع غزة أن المقاومة هي الكابح الأكبر أمام خطر ضياع الحقوق الفلسطينية على نحو ما تحمله صفقة القرن، مشددين على أن إتمام المصالحة وإنهاء الانقسام سيقويان الموقف الفلسطيني الجمعي في وجه الاحتلال والإدارة الأمريكية.

جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمتها حركة الأحرار الفلسطينية في مقرها الرئيس غرب مدينة غزة، أمس، بعنوان: "متحدون من أجل مواجهة صفقة القرن"، في حضور عدد من قادة الفصائل الفلسطينية، وكوادر حركة الأحرار، وجمع من الضيوف والصحفيين.

نذر الشر

وشدد القيادي في حركة حماس د. إسماعيل رضوان على أن صفقة القرن تحمل نذر الشر للشعب الفلسطيني وقضيته، موضحًا أنها "تمثل روح العدوان الصهيوني الأمريكي على الحق الفلسطيني في الدولة والعودة والقدس".

وأكد في كلمته خلال الورشة أن الصفقة بكل مخرجاتها السياسية والاقتصادية والأمنية لا يمكن أن تمر على الشعب الفلسطيني، داعيًا الشعوب العربية لإعلاء صوتها في وجه من يروج للتطبيع بينها.

ورأى رضوان أن التطبيع مع الاحتلال هو فصل مهم من فصول صفقة القرن، التي يجب على الجميع أن يقاومها ويتبرأ منها وممن يتبنونها"، لافتًا إلى ضرورة التبرؤ أيضًا من أي التزام أمني أو سياسي مع الاحتلال، وعد التنسيق الأمني خيانة للدين والأمة والوطن.

وأوضح أن توحد الفلسطينيين هو مقدمة لبناء رؤية وطنية واضحة المعالم تكون مهمتها إجهاض الصفقة، والتعامل مع التحديات التي تفرضها، مشددًا على أن العامل الفلسطيني هو الأهم في مواجهة المخاطر الراهنة للوقوف بصف موحد أمام أي خطوة تنتقص الحقوق الفلسطينية، أو تمس الثوابت الوطنية.

وأكّد رضوان ضرورة سرعة إعادة الاعتبار لمنظمة التحرير، وإعادة بنائها بناء يضمن تمثيل الكل الوطني الفلسطيني لتصبح القيادة الجامعة التي تُشرف على تطبيق الإستراتيجية الوطنية المتفق عليها.

وشدد على أن الشعب الفلسطيني وقواه الحية ومقاومته الباسلة قادرون على إفشال الصفقة بمزيد من الوحدة والعمل الوطني المشترك، مشيدًا في الوقت ذاته بحركة الأحرار التي عكفت على تنظيم هذ الورشة في هذا المرحلة الراهنة الدقيقة.

من ناحيته أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي د. وليد القططي أن صفقة القرن تريد تعزيز الاستيطان واسعًا في الضفة الغربية والقدس المحتلة لتغيير الواقع الجغرافي السياسي، إضافة إلى إحداث اختراق تطبيعي في الموقف الشعبي العربي والإسلامي الرافض لوجود الاحتلال على الأرض الفلسطينية.

وذكر القططي في كلمته خلال الورشة أن صفقة القرن هي امتداد لسلسلة طويلة من تحالف المشروعين الغربي والصهيوني، ابتداءً من وعد بلفور سنة 1917م، وليس انتهاءً باتفاقية أوسلو سنة 1993م، ومرورًا بصك الانتداب، وقرار التقسيم، وإعلان دولة (إسرائيل) واتفاقية كامب ديفيد، وكل مشاريع تصفية القضية الفلسطينية.

وبين أن صفقة القرن ترتكز على محورين: الأول تصفية القضية الفلسطينية، وقد بدأ العمل به عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعترافه بالقدس عاصمة للاحتلال، ونهاية حل الدولتين، وإلغاء حق العودة، وتأييده بقاء المستوطنات في الضفة، وتحدث عن "السلام الاقتصادي".

وأوضح أن المحور الثاني هو شرعنة ودمج دولة الاحتلال في المنطقة، من طريق ما يُسمى "السلام الإقليمي" المرتكز على المشاريع الاقتصادية والتطبيع والتحالف بين بعض الأنظمة العربية والاحتلال.

وشدد القططي على أهمية تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية على أساس الثوابت الوطنية ونهج المقاومة، بالتوافق على مشروع وطني فلسطيني يرتكز على مشروع التحرير والعودة والاستقلال، ويستند إلى مرجعية وطنية واحدة، وهي منظمة التحرير الفلسطينية بعد إصلاحها ودخول كل قوى المقاومة الإسلامية والوطنية فيها، لتكون بيتًا للكل الفلسطيني وقائدة للمشروع الوطني الحقيقي الذي سيتصدى لصفقة القرن.

ورأى أن كلمة السر هي التمسك بالمقاومة خيارًا إستراتيجيًّا يحمي الحقوق الوطنية ويعزز عناصر قوة الشعب الفلسطيني الكامنة، ويتبع ذلك الخروج من مأزقي أوسلو والانقسام، وإطلاق مشروع مقاومة شامل يسحب مكاسب الاحتلال بعد أوسلو، ويرفع كُلفة الاحتلال، ويعمق مأزق الاحتلال الأمني والوجودي.

وحدة الشعب

من ناحيته أكد القيادي في الجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة أن وحدة الشعب الفلسطيني تزيد من نجاعة الجهد الفلسطيني المتصدي لصفقة ترامب، مشددًا على أن إنجاز المصالحة والاتفاق على إستراتيجية وطنية هو أمر لا فكاك منه من أجل مستقبل القضية الفلسطينية.

وشدد خلال كلمته في الورشة على أن الشعب الفلسطيني لن يسمح لأي جهة إقليمية ولا دولية بفرض أي حلول تنتقص من حقوقه، وأن قرار رفض الصفقة هو بيد الشعب الفلسطيني وقواه الحية المقاومة.

ودعا أبو ظريفة لتشكيل حاضنة عربية عريضة من كل القوى والفصائل لمحاربة هذه السياسات العدوانية والتصدي لها، وتشكيل موقف جاد يتحلل من كل العلاقات مع هذه الدول التي تقدم خدماتها للاحتلال.