شرع الأسرى في سجن "عسقلان" اليوم الأحد، في إضراب عن الطعام، بسبب مماطلة إدارة السجون في تحقيق مطالبهم العادلة.
وتتمثل مطالب الأسرى بوقف اقتحامات الغرف بشكل همجي ومسلح، وإلغاء العقوبات التي فرضت على الأسرى، وعلاج المرضى وإجراء العمليات اللازمة التي يحتاجون إليها، وتركيب أجهزة تبريد في رواق القسم، وتركيب مراوح كبيرة في ساحة القسم، وتبديل محطات التلفزيون، وعودة ممثل المعتقل.
إضافة إلى ما سبق، يطالب الأسرى بإدخال الملابس والكتب بشكل منتظم، وتوفير غرفة لتجهيز الطعام، وزيادة أوقات الفورة، والتصوير مع الأهل والزوجة، وإعادة تشغيل الماء الساخن خلال ساعات النهار، وتحديث سماعات الزيارة في غرف زيارة الأهل، والسماح بشراء الفواكه والخضراوات دون قيود، وتنفيذ الإنجازات التي حققوها خلال "معركة الكرامة 2".
إجراءات انتقامية
ويضطر الأسرى بين الفينة والأخرى لاتخاذ خطوات تصعيدية ضد إدارة السجون الاحتلالية بسبب أوضاعهم المعيشية والاعتقالية السيئة خلف القضبان وفق الناطقة الإعلامية باسم مركز أسرى فلسطين للدراسات أمينة الطويل.
وقالت الطويل لصحيفة "فلسطين": إن إدارة السجون تتعمد التنغيص على الأسرى وتمارس إجراءاتها الانتقامية ضدهم وتلتف على مطالبهم وتقتحم غرفهم وتمنعهم من الزيارة، وتحرمهم من العلاج المناسب، ما يضطرهم لمواجهة السجان بهدف تلبية مطالبهم.
وأكدت أن الأسرى في سجن "عسقلان"قرروا، اليوم الأحد، خوض إضراب مفتوح عن الطعام بسبب الأوضاع السيئة التي يعانونها، ومن أجل دفع إدارة السجن لوقف الاقتحامات للغرف، وإلغاء العقوبات التي فرضت عليهم.
وأشارت إلى أن من بين الأسرى المضربين في سجن "عسقلان" 13 مريضًا قرروا مشاركة زملائهم في إضرابهم بهدف الضغط على إدارة السجن لدفعها للاستجابة لمطالبهم.
معاناة الأسيرات
بدورها، تقول الأسيرة المحررة سناء الحافي: إن الأسيرات يواجهن جرائم مستمرة تمارس بحقهن في سجون الاحتلال.
وأضافت الحافي لصحيفة "فلسطين": "إن الأسيرات في سجن الدامون يعانين ضيق المكان،وسوء السجن وتشقق جدرانه، وسوء تهويته، وارتفاع درجة حرارة الغرفة في الصيف وانخفاضها الشديد في فصل الشتاء، وانتشار الحشرات فيها بشكل كبير".
كما تعاني الأسيرات منع الزيارة، وسوء الطعام المقدم ومنع المحامين من الالتقاء بالأسيرات وشح الأغطية، وارتفاع أسعار كانتينا السجن، ما دفعهن للتهديد بالشروع في إضراب عن الطعام بداية الشهر القادم بهدف إجبار إدارة السجن لتحسين ظروفهن المعيشية والاعتقالية.
وأشارت الحافي إلى أن الأسيرات يطالبن بإزالة الكاميرات من ساحة السجن وزيادة عدد ساعات الفورة وإصلاح المرافق التالفة بالقسم وضرورة وجود مكتبة لهن، مؤكدة أن الأسيرات لن يتراجعن عن خوض إضرابهن عن الطعام.
وتقول: إن هذه الخطوة تأتي في ظل إعلان الأسرى في سجن عسقلان بالشروع في إضراب مفتوح عن الطعام اليوم، لمواجهة الإجراءات التنكيلية التي تفرضها إدارة السجن بحق الأسيرات، والتي تصاعدت منذ نهاية شهر نيسان/ إبريل المنصرم.
وتدعو المحررة الحافي، أبناء الشعب الفلسطيني والمؤسسات المعنية بشؤون الأسرى والمؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية للوقوف إلى جانب الأسرى خاصة الأسيرات في ظل ما يعانيه من أوضاع سيئة داخل السجون، وتوفير الرعاية الصحية المناسبة لهن.
خطوات احتجاجية
من جهته، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر: "إن الجرائم التي تمارسها إدارة السجون بحق الأسرى لا تتوقف، فيضطر الأسرى إلى تصعيد خطواتهم الاحتجاجية لاسترداد حقوقهم المسلوبة كتحسين ظروف اعتقالهم، وتزويدهم باحتياجاتهم من الملابس والأكل والأدوية المناسبة ووقف اقتحام غرفهم، ووقف فرض الغرامات المالية بحقهم".
وبين أبو بكر لـ"فلسطين" أن مفاوضات تجرى بين إدارة السجون وممثلين عن أسرى سجن "عسقلان" بهدف منع الأسرى من خوض الإضراب عن الطعام، لافتًا إلى أن الأسرى عازمون على إضرابهم حتى تحقيق مطالبهم.
وأكد أن إدارة سجون الاحتلال تحاول التنصل من اتفاق "معركة الكرامة 2" الذي خاض من أجله الأسرى إضرابهم المفتوح عن الطعام في نيسان/ إبريل الماضي، الأمر الذي سيدفعهم للإعلان عن سلسلة خطوات احتجاجية خلال الأيام القادمة.
وتواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقال نحو 5700 أسيرًا في سجونها بينهم 48 سيدة، و230 طفلًا و500 معتقل إداري.