يقال إن مصر والأردن قررتا حضور مؤتمر المنامة في البحرين. إذا السعودية تحضر، ودول الخليج جميعها قررت الحضور، والمستضيف للمؤتمر يدعو السلطة للحضور. من هي الدول العربية التي قررت المقاطعة وعدم الحضور؟! الإجابة لا نعلم، وعلينا الانتظار حتى يوم انعقاد المؤتمر. لماذا لا يعلن الرافضون موقفهم مبكرا، بينما يعلن الحاضرون موقفهم مبكرا؟! هل يخافون أميركا، أم يخافون الدول الحاضرة للمؤتمر؟! دول العرب لا تحكمها سياسة واحدة، ولا تجتمع على فكرة واحدة، وتجمع بينها أميركا ويفرقها الهلال؟!
في الأردن يقولون إن حضورهم لازم، لأنهم لا يريدون البقاء خارج الغرف، وإن هذا الحضور لا يؤثر في موقف الأردن الثابت من الحقوق الفلسطينية. السلطة تطالب الدول العربية بمقاطعة المؤتمر، لأن المؤتمر لا يتبنى حلّ الدولتين، ويأتي بعد اعتراف أميركا بضم القدس، وبعد دعوة فريدمان لضم أجزاء من الضفة، وعليه فإن مخرجات المؤتمر لن تكون معتدلة، ولن تكون في صالح الفلسطينيين، وقصة المال والمليارات مناورة.
قد تكون قراءة السلطة صوابا، ولكن الصواب لا يمثل إغراء للأنظمة العربية، فهم عادة يقايضون بالصواب المال والمصالح، ويرون مصالحهم للأسف مع أميركا ثم مع (إسرائيل) ولا يرون لهم مصالح تذكر مع سلطة فاسدة تقبع في رام الله، وتعيش على الصدقات، وفي الوقت نفسه تقود التنسيق الأمني الفلسطيني والعربي مع (إسرائيل).
السلطة للأسف تقوم على مجموعة من السياسات المتناقضة والمضطربة، وفقدت قدرتها على التأثير في السياسات العربية والدولية، وبلغت في ذلك قمة الفشل، حتى قررت الأنظمة العربية والدولية تجاوزها وتجاهلها. ويقضى الأمر حين تغيب تيم، ولا يستشارون وهم حضورُ؟!.
هذه الحالة من الضعف التي تعانيها السلطة هي من نتاج يدها، وليس من قوة العدو والخصوم، فحين غرقت السلطة في إضعاف شعبها، ومصادرة عناصر قوته، ومزقت وحدته، وتصرفت تصرفا استبداديا، خسرت نفسها قبل أن تخسر شعبها، ومن ثمة فقدت القدرة على التأثير في مؤتمر المنامة، وفي غيره من سياسات الخليج، والسياسات الأوروبية، ولا حل لها إلا بالعودة إلى إصلاح الجبهة الداخلية الفلسطينية، وإعادة عناصر القوة للشعب. طريق الشعب أقوى تأثيرا من طريق الاستبداد. المستبدون ضعفاء في ذواتهم، وضعفاء أمام خصومهم وأعدائهم.