لست أدري من هي الجهة التي تحتل الضفة الغربية والقدس؟! هل هي ( إسرائيل) أم أميركا؟! وهل على الفلسطينيين قتال أميركا أم قتال (إسرائيل)؟! خذ بيان ذلك في تصريحات فريدمان سفير أميركا في تل أبيب، حيث يقول إن من حق (إسرائيل) ضم أجزاء من الضفة الغربية إليها؟! وبهذا تقرر أميركا مستقبل الضفة من وجهة نظرها. (إسرائيل) تأخذ أجزاء من الضفة وتترك أجزاء أخرى؟! وعلى الفلسطينيين تقبل هذه القرارات واحترام أمن (إسرائيل) وحقوقها التاريخية في المكان المذكور.
السلطة الفلسطينية وفتح شجبتا أقوال فريدمان وتصريحاته هذه، وطالبتا برحيله واستبداله بغيره يكون معتدلا ومنصفا. الإدارة الأميركية ترحب بتصريحات فريدمان، وترفض مطالب الفلسطينيين، فالسفير يعبر عن سياسة رئيسه ترامب بكفاءة عالية، لذا يجدر بقاؤه في منصبه، ليواصل خدمة دولته، وخدمة (إسرائيل) أيضا. لذا قلنا في بداية المقال لسنا نعرف من هو الذي يحتل بلادنا؟! ولست أدري من أولى بأن نقاومه؟!
إن ضم أجزاء من الضفة الغربية، على غرار ضم (إسرائيل) للقدس، يعني أن كارثة ضخمة تنتظر الوقت القليل المتبقي لتضرب المنطقة، كما يضربها زلزال قوي بقوة سبع درجات على سلم ريختر.
نعم، لا أحد يمكنه أن يتوقع ردود الفعل الفلسطينية على قرار ضم أجزاء من الضفة، حيث لا يتوقع أحد بقاء السلطة بعد هذا القرار، ولا يمكن توقع ردود أفعال المقاومة في الضفة، حيث يعني هذا انتهاء عصر، وبداية عصر جديد. العصر الجديد يتضمن هجرا كاملا للمفاوضات، وبداية انطلاقة مقاومة واسعة النطاق في الضفة، وعندها لن تكون هناك سلطة، ولن يكون هناك تنسيق أمني، ولن تكون للشرعية الدولية وجود في الضفة.
فريدمان سفير أميركي شكلا، وقديس يهودي توراتي جوهرا، ولأنه قديس يهودي فإنه يشرّع لليهود في عصرنا، كما شرّع لهم حاخاماتهم من قبل. فريدمان ليس سفيرا، بل هو حاخام يملك حق التشريع للأتباع. ومن ثمة فإن الواجبات التي يلقيها هذا المشرّع على السلطة معقدة، ولا تعالجها الانتقادات وعبارات الشجب، ومن ثمة لا بد من خطة مكافئة تقوم على مواجهة الحاخام، قبل مواجهة الاتباع. إن مقاومة أميركا هي قبل مقاومة الاحتلال إن كنتم تعقلون.