فلسطين أون لاين

​غزيون يستقبلون عيد الفطر بإحياء عاداته المتوارثة

...
غزة - ربيع أبو نقيرة:

تتزين شوارع وأزقة الأحياء والمخيمات في قطاع غزة، والمناطق الحيوية، بالأراجيح الصغيرة وألعاب الأطفال، استعدادا لاستقبال عيد الفطر السعيد.

ورغم الحصار وما يرافقه من ضيق حال وآلام في نفوس سكان القطاع المحاصر، يصنع الغزيون فرحتهم بالعيد من خلال مظاهر مختلفة.

بينما يودع المصلون مظاهر شهر رمضان المبارك من صلاة تراويح وقيام واعتكاف في المساجد، يسارعون الخطى لشراء حاجيات العيد من أجل رسم البسمة على شفاه أطفالهم وأرحامهم.

أسماك الرنجا والفسيخ

ويقبل البعض على شراء الأسماك المدخنة والمعروفة باسم "الرنجا" في حين يلجأ آخرون على صناعتها بأنفسهم، كما تجد الأسماك المملحة والتي تعرف باسم "الفسيخ" رواجا كبيرا في أرجاء القطاع.

ويعرض علي الرنتيسي (33عاما) أصناف الأسماك المملحة والمدخنة، المستوردة والمحلية، على بسطته في سوق رفح الشعبي، ليجد المواطنون كل ما يريدونه في مكان واحد.

الرنتيسي أوضح في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن سعر الكيلو من سمك الرنجا المستورد يبلغ نحو 45 شيكلاً، في حين يبلغ سعر الكيلو منه والمصنع محليا 22 شيكلا.

ولفت إلى أن بعض المواطنين يشترون سمك "التونا" ويعدونه بطرق تقليدية في بيوتهم ليحصلوا على سمك الرنجا أصفر اللون، مشيرا إلى أنهم بذلك يوفرون المال خاصة أن سعر الكيلو منه -التونا- 12 شيكلا.

وحول الطريقة التقليدية لإعداد سمك الرنجا، أوضح محمد أبو نقيرة (42عاما) أنه يتم تنظيف سمكة التونا وتمليحها ثم تركها معلقة لبضع ساعات، ثم تعليقها في برميل حديدي مغلق مع بعض الفتحات الصغيرة في جوانبه، وتدخينها من خلال إشعال نجارة الخشب تحتها لدقائق ليتحول لونها من الأبيض إلى الأصفر الذهبي.

وأشار أبو نقيرة في حديثه لصحيفة "فلسطين" أنه يُعد الرنجا لعائلته وأقربائه وأصدقائه بتلك الطريقة كونها أقل ثمنا، وصحية لخلو السمك من المواد الحافظة، وفق قوله، مستغنيا عن المستوردة غالية الثمن والتي لا تستطيع عائلته شراءها لضيق الحال.

أسواق وحلويات

وتنشط الحركة الشرائية في الأسواق مع حلول عيد الفطر، ويُقبل المواطنون على شراء الملابس الجديدة وأصناف الحلويات والشوكولاتة المختلفة والكعك ليستقبلوا بها عيدهم.

ويجد الشاب أحمد السطري (28عاما) في الأيام العشرة الأخيرة من رمضان فرصة لتحقيق الربح من خلال بيع الملابس، ليستطيع تلبية بعض متطلبات عائلته في العيد.

السطري -متزوج ولديه ثلاثة أطفال- أوضح في حديثه لصحيفة "فلسطين" أنه يحصل على البضاعة من التجار وأصحاب المحلات ويبيعها على بسطة شعبية، مشيرا إلى أن ذلك الأمر يساعد التجار في ترويج بضائعهم في ظل نفور المواطنين من المحلات لاعتقادهم أن بضائعها غالية الثمن.

ويعرض التجار في محلاتهم ومن خلال البسطات الشعبية الملابس والأحذية والعطور وألعاب الأطفال والهدايا، كما أن الحلويات والحلقوم والشوكولاتة بأنواعها المختلفة تجد لها مكانا لإقبال المواطنين على شرائها.

ويفرض رئيس السلطة محمود عباس إجراءات عقابية على قطاع غزة منها قطع رواتب آلاف الشهداء والأسرى والجرحى، وتقليص نسبة صرف رواتب موظفي السلطة، في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض منذ أكثر من 12 عاما، وقتل كل مناحي الحياة في القطاع.

أراجيح وزيارات

وتنتشر الأراجيح المعلقة والدوارة، وألعاب الأطفال، والسيارات الصغيرة، التي يقضي الأطفال معظم وقتهم في العيد يلهون بها ويلعبون، في الشوارع والأزقة.

وتزيد الزينة والأضواء الصناعية تلك الألعاب بهجة، خصوصا في ساعات الليل.

ووجود تلك الألعاب في عيد الفطر يعد امتدادا لأيام شهر رمضان المبارك، سيما أنها تعتبر متنفسا للأطفال وعائلاتهم في المتنزهات العامة في ليالي الشهر الفضيل.

وعلاوة على إضفاء الأراجيح والألعاب الصغيرة فرحة لعيد الأطفال فإنها تشكل مصدر رزق لكثير من الشباب والعائلات الفقيرة.

وتستعد بيوت المواطنين لاستقبال الزائرين والمهنئين بقدوم العيد لتعزيز أواصر المحبة بينهم، كما أن دواوين العائلات وبيوت الشهداء والأسرى تفتح أبوابها لاستقبال الزائرين الذين يشاركون ذوي الشهداء والأسرى عيدهم ويقدمون لهم المواساة ويدخلون الفرحة عليهم، من خلال تذكر تضحيات أبنائهم والفخر بهم.