فلسطين أون لاين

​خلال رمضان.. عائلات غزية تصنع طقوسًا خاصة في بيوتها

...
(صورة أرشيفية)
غزة- أسماء النمرة

شهر رمضان المبارك "فرصة ذهبية ثمينة" لبعض العائلات في قطاع غزة، التي تتخذ جُملة من الطقوس والعادات خلافًا لما هو متعارف منذ الصغر.

ومن أبرز الطقوس التي انتشرت في الآونة الأخيرة تخصيص بعض العائلات زوايا في البيوت للدعاء والصلاة وقراءة القرآن، وتشجيع الأطفال وتعليمهم الدروس الدينية وفضائل شهر رمضان وغيرها، في حلقات علم في ساعة محددة من كل يوم.

وهذه الطقوس من مراسم الاحتفاء بشهر رمضان المبارك، إذ باتت عقيدة لا يُمكن تغييرها أو الانفكاك عنها، رغم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، نتيجة الحصار الإسرائيلي المفروض عليه.

ففي بيت عائلة الهبيل الواقع في حي الرمال وسط مدينة غزة، تفوح رائحة رمضان في كل زواياه، الأم منشغلة بإعداد مائدة الإفطار، والأب يصنع حلوى "القطائف"، وطفلة صغيرة تتخذ زاوية وحدها وتردد سورًا من القرآن الكريم.

تقول آلاء الهبيل (20 عامًا): "إن عائلتي اعتادت تخصيص زاوية من البيت لشهر رمضان، تشتمل على مائدة صغيرة وأحبال الزينة المضيئة، وغيرها من الطقوس".

وتضيف الهبيل لصحيفة "فلسطين": "هذا الشهر مميز عند الجميع، فجعلتُه في بيتنا أكثر تميزًا وأضفت بيدي رونقًا خاصًّا، وصنعت زاوية تحتوي على كثير من حاجيات رمضان للعبادة كالمصحف وخواتيم التسبيح والفانوس المشتعل وأعواد البخور".

وتوضح أن هذه الأجواء تشجع أفراد عائلتها على استقبال رمضان بأفضل حلةٍ رغم كل الظروف المحيطة بالشعب الغزي، وتشجع الأطفال على الصيام، لأنها تحبب إليهم هذا الشهر، وتقربهم من طاعة الله.

ليست آلاء وحدها التي تدخل البهجة على أهلها وعائلتها، فهناك مرام الغول التي تبلغ كذلك من العمر (20) عامًا، من مدينة رفح، تعيش أجواء رمضان بطقوس خاصة.

ودأبت الغول على تخصيص زاوية من البيت وتزيينها بأجمل التجهيزات والديكور الخشبي والجدران والكراسي الخشبية ووضع أحبال مضيئة، جعلتها مصلى صغيرًا تقيم فيه صلاة التراويح مع والديها وإخَوَتِها.

ومن أبرز الطقوس التي اعتادت عائلة مرام فعلها في هذه الزاوية هي عقد جلسة عائلية بعد الصلاة تتضمن بعض الأذكار والأحاديث النبوية وقراءة القرآن.

وبحسب الغول، فإن العائلة تخصص غرفة صغيرة لشقيقتها الطفلة "كندا" التي لم تكمل الأربعة أعوام، لتسرد لها مجموعة من القصص القرآنية النبوية، كأسلوب لتشجيعها على حب الله والرسول، وتعليمها على أركان الإسلام التي الصيام الركن الرابع فيها.

هكذا اختلفت مظاهر رمضان من بيت إلى آخر، فكان لكل بيت سمات وعادات خاصة به، منها ما استمر وبقي ومنها ما تجدد وازداد رونقًا، وعلى تنوع الظواهر في أوساط المجتمع الغزي التي تتزامن مع شهر رمضان إنهم متفقون على أن شهر رمضان مصدر بهجة وسرور للقلوب، وفرصة لتغيير روتين الحياة خلال العام كله.