اقتحمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الأحد، ساحات المسجد الأقصى واعتدت على المصلين أمام المصلى القبلي وحاصرته، حيث نفذت العديد من الاعتقالات، فيما اقتحمت مجموعات من المستوطنين ساحات الحرم.
ويأتي اقتحام شرطة الاحتلال للأقصى لتوفير الحماية لجماعات "الهيكل" المزعوم ومجموعات من المستوطنين التي دعت إلى تكثيف الاقتحامات لساحات الحرم، اليوم الأحد، تحت ذريعة ما يسمى "يوم توحيد القدس".
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية، في بيان لها، إنه تم إغلاق باب المغاربة عقب السماح باقتحام 1179 مستوطنا يهوديا باحات المسجد الأقصى.
ووصفت الدائرة في بيانها ما حصل بأنه "انتهاك صارخ لحرمة المسجد الأقصى وشهر رمضان".
ونقلت وكالة الأناضول التركية عن مراسلتها في القدس، أن القوات الخاصة التابعة لشرطة الاحتلال ما زالت (حتى الساعة 12:00 مساء بتوقيت القدس المحتلة) تُحاصر المصلّى القبلي في المسجد الأقصى، بعدما فرّغت محيطه من المصلين.
وأضافت أن داخل المصلّى القبلي أعداد كبيرة من المُعتكفين المحاصرين فيه، كما نقلت عن مصادر داخل المصلى، وجود عدد من الإصابات جراء إطلاق قنابل الغاز والصوت والأعيرة المطاطية من قبل شرطة الاحتلال.
وفي الفترة الصباحية اقتحم أكثر من 700 مستوطن ساحات الحرم تقدمهم الحاخام يهودا غليك، وعضو الكنيست شولي معلم، من "البيت اليهودي".
وشهدت ساحات الحرم حالة من التوتر عقب اقتحام عناصر من الوحدات الخاصة والتدخل السريع الأقصى من جهة باب المغاربة، حيث أغلقت قوات الاحتلال المصلى القبلي وأطلقت القنابل الصوتية والرصاص المطاطي داخل الأقصى وحاصرت المصلين في المصلى القبلي.
وتمركزت القوات الخاصة أمام المصلي القبلي لتهيئة المكان لاقتحام المستوطنين، وأبعدت المصلين إلى صحن قبة الصخرة لتأمين مسار للمستوطنين.
مئات المستوطنين اقتحموا الأقصى
وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية، أن أكثر من 700 مستوطن اقتحموا الأقصى في الفترة الصباحية بحراسة مشددة لقوات الاحتلال التي حاصرت المصلى القبلي، واعتدت على المصليين وقمعت مجموعات من المعتكفين من أوروبا ودول عربية وأفريقية وإسلامية.
ولاحقا قال مسؤول الإعلام في الأوقاف الإسلامية فراس الدبس: إن عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى وصل 850 حتى (الساعة العاشرة صباحا بتوقيت القدس المحتلة).
وأطلقت شرطة الاحتلال قنابل الصوت والغاز المدمع والفلفل على المئات ممن تواجدوا داخل المصلى القبلي، ما أدى إلى إصابة العديد منهم بحالات اختناق.
واعتدت قوات الاحتلال على الفلسطينيين وقمعت الشبان الذين قاموا بالتصدي لعملية الاقتحام، فيما اعتدت شرطة الاحتلال على العديد من النساء اللواتي تصدين لاقتحامات المستوطنين في المنطقة الشرقية قرب باب الرحمة.
وذكرت أوقاف القدس أن شرطة الاحتلال اعتدت على أحد حراس المسجد الأقصى بالضرب المُبرح ومنعت الطواقم الطبية من إسعافه.
ونقلت وكالة "الأناضول" عن شهود عيان قولهم: إن شرطة الاحتلال سمحت للمستوطنين اليهود باقتحام المسجد الأقصى تسع مرات خلال ساعة.
المتابعة تدين عدوان الاحتلال
في غضون ذلك، أدانت "لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية"، عدوان الاحتلال الإسرائيلي، على المصلين في المسجد الأقصى وعلى حرمة المسجد، وقد شمل العدوان اقتحام المسجد القبلي، واعتقال مصلين، بعد أن استنفر المصلون، أمام عصابات المستوطنين، التي اقتحمت الحرم القدسي الشريف، في ساعات الصباح، تحت حراسة قوات الاحتلال.
وقالت المتابعة: إن موقفها، يرفض اقتحامات عصابات المستوطنين، على مدار أيام السنة، ويرفض تواجد الاحتلال في المسجد الأقصى على الإطلاق.
وأضافت المتابعة أن الاحتلال يبحث عن استفزاز جديد، ونحن في أواخر الشهر الفضيل، ومع اقتراب عيد الفطر. وليس صدفة أن يختار الاحتلال هذا الاستفزاز في أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، الأمر الذي يشكل عدوانا خطيرا وسافرا، ما يؤكد أن أوامر العدوان جاءت من أعلى مستوى سياسي، ومن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو شخصيا، ووزير الأمن الداخلي، غلعاد أردان، اللذان يبحثان عن خشبة قفز لهما ولحزبهما، لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة.
اعتقال 28 مقدسيا
وسبق الاقتحامات للأقصى اعتقال شرطة الاحتلال 28 شابا من أحياء القدس، واستدعاء آخرين للتحقيق خلال ساعات الليل وفجر اليوم الأحد.
وأتت الاعتقالات الاحترازية استباقا لما يسمى "يوم توحيد القدس"، الذي تحشد له جماعات "الهيكل" المزعوم بدعواتها لتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى.
وكانت مجموعة من المستوطنين قد أدت، مساء أمس لسبت، طقوسا تلمودية استفزازية أمام المسجد الأقصى من جهة باب الغوانمة، وقامت بمسيرة استفزازية في أسواق القدس القديمة، بحراسة وحماية من شرطة الاحتلال.
وكثف ناشطون عبر شبكات التواصل الاجتماعي دعواتهم لاستمرار الاعتكاف بالأقصى، وعدم مغادرته لحمايته وإفشال مخططات اقتحامه، اليوم الأحد، 28 رمضان، حيث يوافق ذكرى إكمال احتلال القدس في 1967.
وتضمنت الدعوة التي وزعها الحراك الشبابي المقدسي، حث المصلين على مواصلة الاعتكاف في المسجد الأقصى نصرة له وتلبية لندائه في وجه دعوات اقتحام المستوطنين فيما يسمونه "يوم القدس".