فلسطين أون لاين

ليبرمان يطلق رصاصة الرحمة على خطة القرن

بعد أن نجح الفلسطينيون ومن خلال موقفهم الموحد والمقاطع لترامب وطاقمه العابث بأحد أكثر قضايا العالم حساسية: قضية فلسطين والصراع العربي الإسرائيلي، في أن يفشلوا خطة العصر وتفريغ مؤتمر البحرين من مضمونه (التآمري) وكشف هرولة بعض "الأعراب" المخجلة نحو تقبيل أيدي ترامب ونتنياهو، جاء المتطرف أفيغدور ليبرمان ليوجه (بحماقته وضيق أفقه) ضربة التأكد من موت خطة أو ملهاة القرن التي أعلنها وصدع رؤوس العالم بها رئيس الولايات المتحدة الشاذ دونالد ترامب.

من غير المؤكد ما إذا كان ليبرمان قد فهم حتى اللحظة ما أدركه الكثير من المراقبين العاديين من معاني وتداعيات موقفه الأخير والقاضي برفض المشاركة في حكومة نتنياهو، وبالتالي التسبب بحصول سابقة تاريخية هي فض الكنيست الـ21 بعد حوالي شهر ونصف فقط من انتخابات 9-4-2019، والتوجه لانتخابات جديدة ومملة في 17-9-2019، من أهم هذه التداعيات على سبيل المثال لا الحصر: تقليص احتماليات عرض خطة ترامب هذه السنة لدرجة الصفر، أي عدم عرضها رسميا بتاتا.

لن يستطيع رئيس الحكومة القادم لدولة الاحتلال -الأبارتهايد والمتوقع أن يكون مرة أخرى بنيامين نتنياهو تشكيل حكومته العتيدة قبل شهر نوفمبر من العام الجاري، هذا إن تمكن من تشكيلها أصلا، حيث تشير المعطيات والاستطلاعات الأولية في (إسرائيل) بعدم حدوث تغير ذي بال في طبيعة الخارطة الحزبية وببقاء أفيغدور ليبرمان "بيضة القبان" في تشكيل أي حكومة قادمة، وبالتالي فلن يستطيع طاقم ترامب وعلى الأرجح عرض الخطة الموعودة في هذا التوقيت الحساس، حيث اقتراب موعد إجراء الانتخابات في امريكا، وذلك بعد ان كان قد اتخذ قرارا في السابق بعدم عرضها قبيل الانتخابات الإسرائيلية كي لا يضر أو يؤثر سلبا على احتمالات فوز الحليف المدلل نتنياهو.

هكذا تبدو جهود ترامب -كوشنير -غرينبلات -فريدمان ومن مول نشاطهم ودعمهم من دول الخليج، تلك الجهود التي كادت تعصف بالشرق الأوسط والعالم بأكمله منذ إعلان ترامب المشؤوم بأن القدس عاصمة (الدولة اليهودية) هكذا تبدو أنها قد ذهبت أدراج الرياح، ولكن ليس قبل أن تفضح المواقف وتكشف العورات، ليس بسبب موقف الفلسطينيين الشجاع والموحد والرافض للترويض والتدجين ومعهم أحرار العرب والعالم، فحسب بل بسبب دوافع انتقام شخصية من ليبرمان ضد نتنياهو كمؤشر جديد على اتساع ظاهرة تدهور العقلانية والاتزان في الدولة العنصرية، ولا عجب ولا أسف.