فلسطين أون لاين

مختصان: (إسرائيل) تحاول إنهاء "أونروا" لطمس قضية اللاجئين

...
صورة أرشيفية
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

أكد مختصان في شؤون اللاجئين الفلسطينيين أن (إسرائيل) وبدعم أمريكي تسعى عبر جهود حثيثة لإنهاء عمل وكالة "أونروا" من أجل إنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين.

وشدد المختصان في حديثهما لصحيفة "فلسطين"، أمس، على ضرورة مواجهة المشاريع الأمريكية – الإسرائيلية، بخطوات عربية ودولية داعمة للحقوق والقضية الفلسطينية.

وكشفت صحيفة "(إسرائيل) اليوم" العبرية النقاب عن أن الولايات المتحدة ستطرح على المشاركين في ورشة البحرين الاقتصادية، المقرر عقدها بالعاصمة المنامة في حزيران/يونيو المقبل، انهاء عمل وكالة "أونروا".

وأوضح رئيس دائرة شؤون اللاجئين في حركة حماس، د.عصام عدوان، أن تلك المحاولات امتداد لمحاولات قديمة لإنهاء دور "أونروا" بدأت منذ مؤتمر مدريد 91 واتفاق شبه رسمي بين عباس – بيلين 95م عن تصفيتها وإحالة مقدراتها لمؤسسة بديلة من أجل توطين اللاجئين في أماكن تواجدهم، الأمر الذي تم التأكيد عليه في وثيقة جنيف 2003 "عبد ربه –بيلين".

وقال عدوان: "توجهات قديمة والسلطة الفلسطينية منخرطة إلى حد ما في هذا الأمر، و(إسرائيل) أوصلت الإدارة الأمريكية للقناعة ذاتها بأنه طالما بقيت أونروا ستظل قضية اللاجئين وستظل تستثير تعاطف المجتمع الدولي".

ولفت إلى وجود مؤشرات خطيرة تفيد بإمكانية حدوث اختراق في قضية التوطين، حيث إن لبنان الذي أعلن منذ زمن رفضه للتوطين قد يقبل بتوطين بعض اللاجئين ضمن تسويات سياسية شاملة ويدل على ذلك حراك حزب الله اللبناني مع الفلسطينيين لبلورة موقف مشترك لرفض التوطين.

وأضاف: "الأردن الذي سبق أن رفض عرضاً للإدارة الأمريكية بإيقاف 20 مليار دولار من ديونه مقابل توطين اللاجئين الفلسطينيين من سوريا في أوج الأزمة السورية، تبين في إحصائه السكاني عام 2016 أن عدد الفلسطينيين مِمَنْ لا يحملون الرقم الوطني 634 ألفا، وهو رقم مفجع ويعني أن أربعة ملايين لاجئ آخرين يحملون الرقم الوطني الأردني".

وأشار إلى أن طرح مؤسسة بديلة لـ"أونروا" هو طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أن تكون أمريكية تساعد الفلسطينيين على أساس كونهم فقراء لا لاجئين وتقيم لهم المشاريع.

واستدرك عدوان: "المشكلة تكمن بأن منظمة التحرير منذ نشأتها تتحدث عن أنها لن تقبل بإنهاء قضية اللاجئين لكنها قبلت بتأجيلها في مؤتمر مدريد 1991م ورغم أن المؤتمر أفرز لجاناً منها لجنة للاجئين إلا أن تلك اللجنة قدمت تعريفات تضر بقضيتهم منها التفريق بين النازح واللاجئ واعتبار النازح ليس لاجئا وقبول المنظمة بحل قضية النازحين أولاً وتأجيل قضية اللاجئين".

وشدد على ضرورة وجود حراك دولي مضاد لـ"صفقة القرن" تقوده منظمة التحرير ويفوق حملة ترامب أو يساويها، من خلال التواصل مع دول العالم لإقناعها برفضها، وتقديم مشاريع للجمعية العامة للأمم المتحدة مناهضة للصفقة.

ودعا العرب لأن يكونوا مع الموقف الفلسطيني ويحافظوا على القضية الفلسطينية، ويدعموا قضية اللاجئين للإبقاء عليها حية وألا يساهموا بأي شكل من أشكال التوطين.

رؤية إسرائيلية

وأوضح رئيس المكتب التنفيذي للجان الشعبية للاجئين في مخيمات قطاع غزة، خالد السراج، أن إلغاء "أونروا" هي بالأساس وجهة نظر إسرائيلية تتبناها الإدارة الأمريكية منذ ما يقارب ثلاث سنوات باعتبار بقائها عقبة أمام تصفية القضية الفلسطينية، وأنها بوجودها حافظت على استمرار قضية اللاجئين.

وقال السراج: إن دولة الاحتلال والإدارة الأمريكية يسعون لإنهاء دوره "أونروا"، لشطب قضية اللاجئين عن الحلول السياسية، وتمهيدا لإزاحتها عن الملفات الشائكة في المفاوضات.

وأضاف: الأسبوع الماضي قدمت أمريكا و(إسرائيل)لمجلس الأمن مشروعا لإنهاء عمل "أونروا" وصوتت أغلب الدول ضده واعتبرته غير مناسب في هذا الوقت، وأن "أونروا" تؤدي عملها بطريقة شفافة ونزيهة بعيدة عن التجاذبات السياسية.

وأشار السراج إلى أن الولايات المتحدة و(إسرائيل) يسعون لتقليص مصادر التمويل المالي لـ"أونروا" لتصبح مؤسسة بدون مضمون غير قادرة على أداء خدماتها، وللزج بالدول العربية في هذا الملف وتعريب المؤسسة بدلاً من كونها دولية وإلقاء الثقل والحمل والدعم المالي على دول الخليج وتوطين اللاجئين في بقية الدول العربية.

ولفت إلى أن بعض الدول العربية التي يوجد على أرضها مخيمات للاجئين الفلسطينيين كـ"الأردن" تلقت عروضاً مالية مغرية جداً مقابل توطينهم، لكنها رفضت إزاحة قضيتهم.

وأبدى أمله بألا تتمكن الولايات المتحدة و(إسرائيل) قبل شهر نوفمبر القادم (موعد التصويت لتجديد الثقة لـأونروا) من سحب الدعم الدولي لها ونقلها لمسئولية الدول العربية مما سيسبب إشكالية كبرى في الوطن العربي.